The Neighboring Arya-san who Sometimes Acts Affectionate and Murmuring in Russian - 4
- Home
- All Mangas
- The Neighboring Arya-san who Sometimes Acts Affectionate and Murmuring in Russian
- 4 - انا لا اكره الحب بين الشقيقات
” لقد عدت “
– بعدما فتحت اليسا باب الشقة، متوجهتًا الى الداخل، ظهرت شقيقتها من غرفة المعيشة.
على عكس اليسا، فـ ماريا كانت تبتسم بشكل طبيعي تقريبًا طوال الوقت، حتى انها كانت تبتسم الأن، كما لو كانت تنشر الزهور اثناء ترحيبها بشقيقتها الصغرى.
” اهلًا بعووودتك~اليا-تشان “
– بوجه مليء بالسعادة، قامت بفرد ايديها لتحضن اليسا وتقبلها.
لقول الحق، هذا قد يكون منظرًا مناسبًا لقصة حب بين الفتيات، لن يعترض (خنازير) العالم على مشاهدتها.
“لقد عدت، ماشا”
– ولكي تُفلت من عِناق شقيقتها، قامت بالتربيت على ذراعها، لتبتعد ماشا وتختفي ابتسامتها الدافئة، فينتفخ خداها وهي تبتعد عن شقيقتها.
” جييز، اخبرتك ان تقولي لي اونيي-تشان عندما نكون في اليابان”
” لا اريد، لقد تأخرتي في طلب ذلك”
– بعد سماع رد اليسا البارد، قامت ماريا بنفخ خديها اكثر.
ففي الأصل، لا توجد مسميات خاصة للأشقاء في اللغة الروسية، لا يوجد مسميات مثل ” اوني-تشان” او ” ني-سان” مثل اللغة اليابانية.
اذا كنت تمتلك شقيقًا اكبر او شقيقة كبرى، فعليك مناداتهم باسمائهم فقط، ولأن اليسا وُلدت في روسيا فهي تُنادي ماريا بإسماها.
ويبدوا ان ماريا لا ترغب ذلك، حيث طلبت من اليسا مرارًا ومرارًا ان تقوم بمناداتها بـ اوني-تشان.
” ايوو، اليا-تشان باردة جدًا…”
– وبما ان طلبها لم يُقابل بالقبول، تحولت تعابير وجه ماريا الى تعابير عبوسة، بينما كانت تنظر الى شقيقتها التي بادلتها بنظرة باردة، ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فكل مرة تفعل فيها ماريا ذلك وتنظر الى اليسا بتلك الطريقة، تشعر اليسا وكأنها فعلت شيئًا سيئًا.
وعلى كل حال، ومهما الذي كانت ماريا ستقوله، شعرت اليسا بشيء يمنعها من قول “اوني-تشان” بتلك البساطة.
فبطبيعة الحال كانت الشقيقة الصغرى ذات الشخصية الثابتة، وشقيقتها الكبرى ذات الشخصية سهلة الإنقياد.
كانت اليسا هي الأطول، وفرقهم سنة واحدة فقط، وفي أيام طفولتهم كانت اليسا تهتم معظم الوقت بـماريا.
وبالتالي، لم يتقبل وعي اليسا فكرة أن ماريا هي الشقيقة الكبرى.
(وفي المقام الأول، طريقة قول “اوني تشان” تُظهرها كفتاة مدللة)
– إذا كانت “ني-سان” فربما تتقبل قولها، ولكن وبما أن ماريا قالت ” انا لا اريد ذلك” اصبح أمرًا مستبعدًا.
قررت اليسا عدم إشغال بالها بالأمر، والتفتت ناحية حذائها، فقامت ماريا بإمالة رأسها.
“…اليا-تشان، هل انتِ في مزاج سيء؟”
“…ليس تمامًا؟”
– أظهرت اليسا نظرات مشكوكة في أمرها، لتخفي اضطراباتها في داخلها، ولكن يبدوا ان هذه الأمور لا تنجح مع تلك الشقيقة الكبرى.
” ردة الفعل تلك…كما توقعت، هل حدث شيء مع ذلك الشاب؟، هل فعل كوزي-كن شيئًا ما؟”
– بعدما اظهرت ماريا اعينها المتلألئة، توجهت اليا نحو الحمام بينما كانت تشعر بالضيق.
” لم يحدث شيء”
” هذه كذبة، لا يمكنك خداع أوني-تشان، مهلًا مهلًا ماذا حدث؟”
– استمرت ماريا في ملاحقة اليسا في كل مكان داخل المنزل بدت كالبطة، واستمرت بطرح الاسئلة، حتى استسلمت اليا في النهاية بعدما دخلوا الى غرفتها.
جلست على كرسي بينما كانت ماريا تقفز على وسادة في الارضية مسببة انتشار ريشها في كل مكان، كما لو كانت مصدر ازعاج.
” انه فعلًا ليس أمرًا كبيرًا…..لقد تعاركنا قليلًا فقط”
” هييي~~~~عراك!”
– بطبيعية لم تكن كلمة تتكرر كثيرًا، ولكن ولسبب ما لمعت اعين ماريا، بدت وكأنها مبتهجة.
“ماذا؟”
” انا اعني فوفوفو….بالتفكير بأن اليا-تشان تخوض عراكًا، هذا فعلًا امر غير اعتيادي، خصوصًا مع ذلك الشاب.
” اظن ذلك”
” أنا ارى، اخيرًا ظهر شاب يستطيع تحريك قلب أليا-تشان”
” ما الذي تتحدثين عنه؟”
– عِبست اليا في وجه ماريا بطريقة لا تملك معنى محدد، لتطلق اليا ما بخلدها الى الهواء.
” انه يُعجبك اليس كذلك؟ ذاك الـ كوزي-كن”
” هااا؟…”
– بعدما قامت اليسا بتوجيه نظرتها الى ماريا، بدت وكأنها تقول ” ما الذي يقوله عقل الزهور هذا؟”، هزت ماريا رأسها لتقول ” هذا جيد”
” لا أدري اذا ما كنتِ تسيئين الفهم هنا….ولكنا لسنا كذلك…نحن لسنا كذلك”
– استرجع عقل اليسا حديث ماساتشيكا اثناء استراحة الغداء عندما تحادثوا عن الصداقة.
” اجل…نحن اصدقاء”
– ابتسمت اليسا عندما كانت تسترجع تلك الذكريات، وكانت تشعر بالفخر، بينما كان وجهها يُظهر تعابيرًا تقول “كيفة حدث ذلك؟”، حينها اصبحت اعين ماريا لطيفة.
” فوو~ن، انا ارى…ولكن الستِ تكرهين اولئك الاشخاص القذرين؟ او غير الجادين؟”
” كان ذلك..”
– كلمات ماريا كانت صحيحة، فقد كان ماساتشيكا غير متحمس وكسول في العادة…هذا تمامًا هو نوع الاشخاص الذين تكرههم اليا.
ولماذا اصبحت تعتبر ماساتشيكا كصديق لها؟، بدأت ذكريات اليا تعود الى ذلك الوقت، حيث بدأ كل شيء.
.
.
.
【وتذهب جائزة التميز في العرض التقديمي الى…..الفريق B!】
– عمت اصوات التصفيق في جميع انحاء القاعة، ما عدا من فتاة تقف في المنتصف، كانت تعض شفتيها ومدلية برأسها نحوا الأسفل.
اليسا، في السنة الرابعة من المدرسة الإبتدائية، كانت مدرسة ابتدائية تقع في “فلاديفوستوك” بـ روسيا.
في تلك اللحظة، علمت اليا بأنها مختلفة عن الجميع.
الدليل على ذلك….كان هنالك بحث يُقام في الفصل، يتم فيه توزيع الطلاب الى مجموعات من خمس وأربع طلاب، كان على الطلاب عمل بحوث لمدة اسبوعين، وكتابة جميع ما توصلوا إليه في ورقة واحدة كبيرة، ويقومون بتقديمها.
الموضوع الذي كان فريق اليسا مسؤولًا عنه هو 『 أعمال في المنطقة』.
حيث ذهبوا لسؤال المتاجر والجيران عن وضائفهم، والأعمال التي يقومون بها.
كانت مهمة كبيرة على طلاب في المدرسة الإبتدائية.
ولكن اليسا لم تفكر في ذلك، وقد كانت روح المنافسة لديها مشتعلة بالفعل، بالنسبة لها كان مسارًا رسمته لتصبح الأفضل في كل ما تفعله، ولكي تفوز بجائزة التميز.
وبعدها فعلت اليسا أفضل ما لديها للفوز بالجائزة، حيث اجرت سلسلة من المقابلات مع جميع المتاجر والاشخاص في الحي، ما جمعته خلاص اسبوع كان كافيًا لملئ دفتر ملاحظات بالكامل.
وتوقعت ان يكون كل شيء مكتملًا في يوم إجتماع مجموعتها، لتنصدم لاحقًا بما قاله ثلاثة اعضاء من مجموعتها.
【يوجد مخبز هنا، وهنا محل ملابس، ايه؟، اذا كان مخبزًا فسيبيع الخبز، واذا كان محل ملابس فسيبيع الملابس صحيح؟】
【 اه، هذا خطئي لم أقم ببحوثي بعد】
【 اعتذر، انا مازلت في منتصف بحوثي، مازلنا نملك اسبوعًا، لهذا سيكون كل شيء بخير】
– هذا كثير..كان هذا كسلًا بشكل مبالغ فيه بالنسبة لـ اليسا.
فإذا ما قمنا بجمع الثلاثة بحوث سويًا، لن يصلوا الى نصف البحث الذي قامت بها اليسا.
كان هذا هو الواقع، ولكن الأمر الاكثر ازعاجًا هو عدم ظهور التأسف أو التعجل على ملامحهم، قاد ذلك اليسا لتصبح غاضبة.
وعندما نظر الثلاثة الى مذكراتها، في تلك اللحظة تجمع غضب اليسا ووصل الى حده.
【 واااه، ما هذا؟، الى حد أنتِ جادة في هذا؟!】
【 تفاصيل كثيرة، انتِ لا تظنين بأننا سنستخدم كل هذه المعلومات صحيح؟】
【 اليا….لا بأس بعدم قرائته كله صحيح؟】
– التف الثلاثة ونظروا الى بعضهم البعض، وقد كانت نظراتهم تقول ” اها لقد انجزته”
( ايه؟ هل هذه غلطتي؟)
– بعدما عبر هذا الشك الى داخلها، بدأ الغضب يرتفع الى رأسها، صاعدًا من أسفل معدتها.
لا، ليست غلطي، لقد عملت بأفضل ما لدي لإنجاز المهمة التي وُكلت إلي.
انا لست مخطئة، هُم المخطئين.
انفجر بركان غضبها فورًا، كانت صغيرة لتخفي الأمر داخلها.
【 هي، لماذا تقومين بهذا الأمر بكل تلك الجدية؟】
– كانت عينيها تصرخان، ردة فعل زملائها امتلئت بالعاطفة والكلمات الحادة.
لم يستغرق الأمر وقتًا قبل ان يأتي رد ساخن من قِبلها.
وقد تدخل المعلم على الفور، لأنهم كانوا داخل الفصل، ولكن لم يوقف ذلك الشقوق التي بدأت تظهر بين اليسا وزملائها، لتكون دليلًا على إستحالة العمل مع بعضهم البعض.
【 اذا لم يعجبك الأمر، لما لا تقم به بنفسك!!】
– أنفجرت قائلة، أخر كلمة قالها لها زميلها كانت كافية لجعلها تقول تلك العبارات.
لم تستطع الوصول الى ذلك المستوى الذي ارادت يصل إليه عرضها، ففي هذا النوع من العمل الجماعي، كل شخص يملك حدودًا لمقدرته.
ونتيجة ذلك، ذهبت الجائزة الى فريق أخر.
اليسا لم تفهم ذلك.
زملائها الذين لم يأخذوا الأمر بجدية، كانوا يضحكون بحماقة.
( فقط اذا أخذ الجميع الأمر بجدية كما فعلت، لما خسرنا ابدًا، لو كنت لوحدي منذ البداية لفزت بشكل مؤكد!)
– انا مختلفة من الجميع، انا الوحيدة التي تأخذ الاشياء على محمل الجِد، كُنت أُفكر بجدية في الفوز.
عندما استوعبت ذلك، توقفت اليسا عن توقع الاشياء من الأخرين.
لا أحد يستطيع مواكبتي على أي حال، لا أحد يفكر في الأمور بجدية كما أفعل.
يمكنهم فعل ما يشاؤون لن أُهزم أبدًا امام اولئك مِمَن يفتقرون الى الدوافع والمجهود، سأقف أمام الجميع وفي المقدمة.
لا أحتاج الى التعاون مع أحد، سأفعل كل شيء بنفسي.
حتى بعدما كبرت واكتسبت مهارات تواصل الى حد ما، لم يتغير تفكيرها تجاه الأمر بأي شكل من الأشكال، لا بل كان يُصبح أقوى كل سنة.
فقدان زملائها للدافع، ورؤية كيف كانوا منخفضي المستوى أمامها، جعلها بدون ان تشعر، تُصبح غير واعية للمجتمع من حولها ولا تتصرف بتسامح تجاهه.
بمجرد ان ادركت ذلك، ولتجنب الصراع مع من حولها قامت برسم خط عريض للتعامل مع الجميع.
أنعزلت حرفيًا، وفي سنتها الثالثة بالمدرسة المتوسطة، عادت الى اليابان بسبب ظروف عمل والدها.
وبسبب توصية والدها، التحقت بمعهد سيري التعليمي، واحد من أفضل المدارس في اليابان.
لربما تجد هنا ذلك الشخص الذي سيستطيع منافستها وجهًا لوجه، ويشاركها تفانيها في بذل المجهود.
ولكن تعرضت آمالها تلك للخيانة وبقسوة عندما جلست لأداء امتحان الكفائة بعد النقل.
المركز الأول بإمتياز، في اليابان وبعد غياب لخمس سنوات، طالب نقل لا يعرف حتى الاشياء الشائعة، بالرغم من ذلك العيب، حصدت اليسا المرتبة الأولى.
( هاه، أعتقد ان مستوى هذا المكان منخفض كذلك)
حتى هنا، مازلت وحيدة، الست كذلك.
– وعندما كانت على وشك الإستسلام، قابلته في أول يوم لها في المدرسة، في الأول من أبريل.
” كوجو-سان، لغتك اليابانية جيدة للغاية، هل كنتِ تعيشين هنا قبلًا؟”
” واو، انه جميل حقًا، هذه هي المرة الأولى التي ارى فيها شعرًا فضيًا”
” هي هي، هل قمتِ فعلًا بتخطي ذلك الإمتحان الجحيمي بتلك السهولة؟”
– توافد عليها زملائها تباعًا حاملين فضولهم معهم، سئمت اليسا من الأمر قليلًا ولكنها لم ترد ان تُجيب بشكل وقح، لهذا اجابتهم بهدوء.
بالنسبة لشخص ينظر من الأعلى الى هؤلاء من في الاسفل اولئك الملتفين حولها، مصادقة احدهم لن تكون فكرة جيدة حتى بالنسبة لهم.
” ااه انه الجرس”
” هاه حقًا؟، حسنًا لا يمكننا فعل شيء، اراك لاحقًا كوجو-سان”
” ارغب بسماع قصصك كذلك بعد بداية الاستراحة التالية، حسنًا؟”
” اجل “
– بعدما رأت زملائها المتأسفين عائدين الى مقاعدهم، نظرت الى جانبها لتنظر الى جارها.
“………… …….”
بخلاف كل تلك الضجة التي حدثت سابقًا، رأت اليسا ذلك الشخص النائم بلطف في مكتبه، لم تكن منزعجة من ذلك المنظر إطلاقًا.
بل كانت فضولية، كان فضولها اشبه بفضول طفل صغير، وبدون أن تشعر وجدت نفسها تُربت على كتفه بخفة، وتحدثت الى زميلها ذاك لأول مرة.
” إممم…..هل رُن الجرس؟”
“امم….هاه؟”
– رفع رأسه بعد سماع صوت اليسا، كان فتى عاديًا ذو مظهر طبيعي ووجه كسول.
” ااه~ هل أنتِ تلك الطالبة المنتقلة التي قامت بالتحية اثناء حفل الإفتتاح؟”
” اجل، أليسا ميخائيلوفنا كوجو، سررت بالتعرف عليك”
” اجل….انا كوزي ماساتشيكا، على كل”
– من بعد قول ذلك، نظر ماساتشيكا الى الأمام لفترة، وارتسمت على وجهه نظرة إستيعاب ليقوم بعدها بالتربيت على ظهر زميله الجالس أمامه.
” هيي~ هيكارو انت هنا ايضًا”
“اجل… وكذلك تاكيشي موجود هنا صحيح؟”
” اوه، لم الحظ ذلك لقد كنت نائمًا”
– كانت اليسا تُراقب ذلك الشخص وهو يدردش مع زملائه بدون ان ينتبه لها.
لقد كانت واثقة من جمالها الجاذب، وتعلم انها تمتلك ذلك الحضور القوي.
اليسا تعلم ان الجمال أحد أقوى الأسلحة المستخدمة في العلاقات الشخصية، وقد كانت تطور من نفسها من تلك الناحية كذلك.
لم تضع مساحيق التجميل، لأنها ممنوعة في المدرسة، ولكنها كانت واثقة من مدى جمالها وشكلها الذي حتى الأيدول هنا يفتقرون له.
لم يكن هدف اليسا جذب انتباه الجنس الأخر او اي أحد، ولكنها تعلم بقوة حضورها، خصوصًا شعرها الفضي الذي سينجح دائمًا في جذب الإنتباه.
ولهذا يعتبر ماساتشيكا الشخص الوحيد الذي لم تُغريه تلك الاشياء الجاذبة، الأمر الذي جعلها تنذهل.
على كل، لاحظت اليسا عندما بدأت تشعر بالإهتمام تجاه ماساتشيكا.
ليس الأمر وكأن ماساتشيكا لا يهتم بالفتيات، او غير مهتم بالاشخاص حوله.
إنه فقط لا يملك دافعًا او رغبة تجاه اي شيء.
ينسى كتبه، ينام في الفصل، ينهي واجباته في أخر لحظة بأخر دقيقة من وقت الإستراحة، لا يبذل جهده في حصة الرياضة، بل يبذل اقل مجهود ممكن.
شخص مُفرغ من الحوافز بالكامل.
( حتى في داخل المدارس المرموقة ستجد هذه النوعية من الاشخاص، اليس كذلك؟)
بعد كل ذلك، فقدت أليسا الإهتمام بجارها.
ولكن تغير كل ذلك في مهرجان المدرسة في شهر سبتمبر.
أخر مهرجان في المدرسة المتوسطة، من بعد ذلك سيكون الجميع غارقين في الدراسة للإمتحانات، وفي هذا المسار سيذهب الجميع الى المدرسة الثانوية، ولهذا لم يكونوا يائسين تمامًا من المذاكرة للإمتحانات.
{ م.م: اليابان عندها نظام غريب للدراسة، المرحلة الحالية تُسمى ” المدرسة الثانوية للصغار”، اللي هي المدرسة المتوسطة عندنا، عشان كذا قررت اترجمها للمدرسة المتوسطة عشان ابسط الموضوع للقارئ}
– وقرروا ان يقوموا بشيء ضخم في إحتفالهم الأخير، وبما أن تاكيشي كان في اللجنة التنفيذية للمهرجان، اقترح القيام ببناء منزل مسكون او منزل اشباح ليكون حدثهم الخاص.
في البداية كان الجميع يفيضون بالحماسة وبالروح المعنوية لأنها كانت مرحلة التخطيط، ولكن وبعدما بدأت مرحلة التنفيذ، إنحدر مستوى حماس الفصل إلى الأسفل.
وتباعًا لتلك الاجواء، هيئت اليسا نفسها لتقوم بالجزء الأكبر من العمل.
” اوتش!”
– بقيت في الفصل لوحدها، وقد كانت تعمل على الازياء، فقامت بطعن إصبعها بإبرة عن طريق الخطأ، لتقوم بعدها بوضع اصبعها داخل فمها وتوقف النزيف وتمنع الدماء من السقوط على الازياء التي تعمل عليها، لتقوم لاحقًا بوضع ضمادة على الجرح.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تُطعن بها، في الواقع وصلت عدد الضمادات في يد اليسا الى خمس ضمادات.
بالرغم من الألم النابع من خفقان الجروح، لم تتوقف عن العمل، لن ترضى ان يتم إيقافها بسبب هذا، مادامت مشاركة في الأمر، فلن توافق على ان يُقام نصف الحدث فقط.
مع ذلك التفكير، استمرت بالعمل على الازياء.
” ااه كالمتوقع، مازلتِ هنا “
– بعد خروج تلك الكلمات، فُتح باب الفصل ليظهر ماساتشيكا الذي كان مختفيًا في مكان ما، وظهر بعد نهاية الدروس.
” كوزي-كن…..ما الأمر؟”
” اشكرك على عملك الشاق، لدي فقط بعض الأعمال لفعلها”
– بعد قول ذلك، نظر ماساتشيكا الى المستندات التي كان يحملها بيده، لمحتها اليسا كذلك ولكنها لم تعلم بمحتواها.
” حسنًا، يمكنك الذهاب الى المنزل كوجو-سان، يمكننا العمل على اكمال هذا الجزء غدًا رفقة الجميع”
– انزعجت اليسا قليلًا من حديث ماساتشيكا الذي كان يهز كتفه اثناء قوله لذلك.
( لن تنتهوا ابدًا في الوقت على هذا المعدل…..الست اقوم بهذا العمل لأنكم قد تركتموه؟)
-قامت بصياغة انزعاجها في شكل كلمات ثابتة، وبنبرة رافضة وقالت:
” لا تشغل نفسك بي، سأعمل قليلًا واتوجه الى المنزل، لهذا لا تقم بإزعاجي من فضلك”
” اا~ حسنًا لا بأس”
– اتجه ماساتشيكا الى كرسيه بينما يقوم بحك رأسه، وبعدها تحدث بنبرة وكأنه يلقي بالحقائق.
” بالنسبة للأزياء، تحدثت بالفعل الى نادي الحِرف اليدوية، وسيتولون أمرها لذا يمكنك ان تتركيها لهم”
” ايه….؟”
” وايضًا هنا”
– كانت أليسا منذهلة من تلك الكلمات، ليقوم ماساتشيكا بإخراج المستندات التي كان يحملها.
” حصلت كذلك على الإذن لإستخدام المنزل الخشبي بجانب المدرسة، قد يكون هذا دافعًا جيدًا لزملائنا الذين يخسرون دوافعهم للعمل”
” واه…هذا..كيف”
” نن~ إنه مجلس الطلبة، لا…لقد طلبت الإذن من رئيس المجلس السابق، لدي بعض الروابط مع شخص كهذا”
– شكّت اليسا في حديث ماساتشيكا لتلقي بنظرة اشتباه عليه، ولكن استمر ماساتشيكا بالحديث وكأنه يتجاهل استجوابها.
” صحيح…السبب الذي جعل النادي الحِرفي يقبل بإقراضنا أيدي عاملة، اذا اخبرتيهم بأنك تستطيعين اظهار قدراتك الحرفية للفتيات في النادي، سيوافقون على المساعدة، وبالنسبة للأنشطة…حسنًا إنها مهمة تاكيشي من هنا”
” ايه…؟”
” على كل حال يمكنك العودة للمنزل اليوم، لا حاجة لـ كوجو-سان ان تعمل بكامل قدراتها لوحدها صحيح؟”
– بعد سماع كلمات ماساتشيكا، تحررت العواطف المكبوتة داخل اليسا.
” ما الذي تعنيه بـ…..لا حاجة؟”
– كانت تعاني في التطريز بتلك الطريقة الغير مألوفة، ليقوم ذلك الشخص فجأة بإيجاد الحلول ونفي جهدها.
كانت تلك الحقيقة كافية لتُسقط ذلك الحِصن القائم حول قلبها.
بدون ان تشعر، قامت اليسا بوضع الزي الذي كانت تعمل عليه بقوة على الدرج، ونهضت بنفس القوة لتصرخ في وجه ماساتشيكا.
” أنا…..! مادمت مشاركة في الأمر سأجعله ينتهي بطريقة جيدة!، سيتم تقديم نصف العرض فقط في ذلك اليوم، وانا لا أريد ذلك!، انا لا أريد التنازل عن أي شيء!!”
– اليسا بنفسها كانت تعلم ان نصف تلك الكلمات كانت مجرد تنفيس عن غضبها المكبوت، ولكن الكلمات لم تتوقف عند ذلك الحد.
” لكن….انا اعلم انني انانية!، لا أحد يعمل بجدية مثلي!،انا اعلم ذلك ولهذا اقوم بتعويض ذلك الفرق!، اتعلم ما الخطأ في ما أفعل؟!”
– تركت المشاعر تسيطر عليها، واخرجتها على أحدهم، كانت اول مرة تفعل فيها ذلك منذ المدرسة الإبتدائية.
كانت اليسا تخفي مشاعرها دائمًا، سواءً كانت جيدة ام سيئة، ولكنها اظهرت الان مشاعرها بشكل واضح وكثيف.
ردًا على ذلك، قام ماساتشيكا بفتح عينيه ليقوم بعدها بالرد عليها بشكل واضح.
” انتِ تضعين جهدك في المكان الخاطيء”
” ايه..؟”
– كانت اليسا تُدفع للخلف بواسطة تلك الكلمات، بينما استمر ماساتشيكا في التحدث بهدوء.
” مهرجان مدرسي، شيء كهذا لا تستطيعين العمل عليه لوحدك، علينا العمل جميعنا معًا لإنجازه صحيح؟، وبدل ان تتخلي عن الجميع وتتخلون عن الأمر، التفكير بطريقة لتحفيز زملائك للمواصلة الن يكون ذلك أفضل؟”
– مباشرة في العين، صوت وحجة قوية كانت ستجعل اليسا تلفت رأسها بعيدًا.
ولكن فخرها لن يسمح لها بفعل ذلك، لهذا بقيت واقفة وصامدة بقدر ما تستطيع، ولكن وقبل ان تقول اليسا شيئًا للرد، نظر ماساتشيكا بعيدًا.
“…ولكن كما تعلمين، حتى انا قد انزعج اذا تحدث معي أحدهم بهذا الأسلوب، انا اعلم ان كوجو-سان قد عملت بأقصى ما لديها وانا لن اقوم بإنكار ذلك”
” اهـ….”
– بعد قول ذلك، انحنى ماساتشيكا برأسه معتذرًا، لم تعلم اليسا ما الذي عليها فعله.
أُعيد غضبها اليها بشكل اعتذار، لم تكن لقبضتها وجهة.
” أنا اعلم ان كوجو-سان قد عملت بأقصى ما لديها” كانت تلك الكلمات قوية لدرجة عصرت قلبها، حتى منعتها من التنفس.
” ….انا ذاهبة للمنزل”
– بعد كل ذلك، لن تستطيع اليسا احتمال المزيد من الضغط، امسكت بحقيبتها وخرجت من الفصل بسرعة.
( ما الأمر معه!..حقًا ما الأمر معه؟!)
– كانت تمشي بينما تحاول تهدئة تلك العاصفة الهائجة بصدرها، مخفية سعادتها خلف استيائها وغضبها.
« في اليوم التالي»
“يوو جميعًا، علينا الأستمرار ببذل جهدنا!!”
– بدأ اجتماع الفصل الخاص بالمهرجان بصرخات تاكيشي المليئة بالحماس.
اوضح تاكيشي بنبرة متحمسة الى زملائه الذين لا يعلمون شيئًا، ان ماساتشيكا استطاع الحصول على إذن لاستخدام مبنى المدرسة بعد صرف الطلاب.
” في اثناء استكمال اعمال المهرجان، يمكننا استعمال مبنى المدرسة، وسنلعب لعبة الإختباء والبحث، كما يمكننا عمل اختبار للشجاعة، لدينا جميع انواع الأنشطة الترفيهية، انها ليلتنا الخاصة للأحتفاااااال”
– وكرد على حديث تاكيشي الجامح، ابتسم الجميع بمرارة قائلين: ” لم يتبقى سوى اسبوع واحد صحيح؟”، ” الن يؤخرنا اللعب؟”، كانوا ينبشون توترهم للخارج.
ولكن وبدون ان يشعروا، قاموا بالفعل بالانتهاء من وضع الترتيبات من أجل ذلك اليوم، وبدأ الجميع يتناقشون عن الحدث القادم.
كانوا متحمسين حتى أكثر من حماسهم عندما بدأوا التخطيط للمهرجان المدرسي.
وبعدها أتى اليوم الموعود للبقاء ليلًا في مبنى المدرسة، وكنتيجة للأنشطة التي قاموا بها في ذلك اليوم، وبعدما مُلئت بطونهم بالطعام المنزلي الخاص المُعد بأيدي الفتيات، بدأوا يعملون بوتيرة اسرع بكثير عن السابق.
استمر ارتفاع الروح المعنوية حتى بعدما انتهت تلك الليلة، وفي يوم المهرجان تم تحقيق هدف أليسا…لا، ما حُقق كان ذا جودة أعلى من مُرادها.
ففي النهاية، عوائد برنامجهم كانت الأعلى من بين جميع البرامج التي قُدِمت حتى أنهم قد تحصلوا على جائزة بسبب ذلك.
” اه…”
“آه، شكرًا على عملك المُجِد. كوجو-سان”
– انتهت الحفلة الختامية بعد كل شيء، بينما كانوا الطلاب يرقصون في دوائر على ساحة المدرسة، كانت أليسا تمشي بإتجاه المدرسة عندما صادفت ماساتشيكا جالسًا على الكراسي في مقدمة المدخل.
كان ماساتشيكا جالسًا واضعًا قدمًا على الأخرى، مريحًا خده على راحة يده وينظر الى ساحة المدرسة وتعتلي وجهه إبتسامة ساخرة.
تتبعت أليسا مسار نظره، لترى تاكيشي الذي يقوم بدعوة أي فتاة يلتقيها. وهيكارو الذي تتم دعوته للرقص من قِبل الفتيات واحدةً تلوا الأخرى.
” ههه، إنهم يأخذون الأمور بجدية حقًا”
“..ألن تنضم إليهم؟”
– سألت ماساتشيكا الذي كان يضحك وكأنه يقول ان هذا عمل شخص أخر، ليرفع أحد حواجبه ويحرك كتفيه.
” همم؟، أنا لا املك شريكًا حتى لكي أرقص معه…..وكذلك هذه المدرسة قديمة الطراز. ان ترقص الرقصة الشعبية مرتديًا ملابس الحفلات تلك وفي هذه الأيام….حسنًا لا معسكر ليلي، على ما اعتقد”
“…هل يمكنني…الجلوس بجانبك؟”
” هم؟، اجل لا بأس بذلك، ولكن ألن تذهبي للرقص؟، اذا كانت كوجو-سان، فأنا متأكد من أنك ستتلقين العديد من الدعوات صحيح؟، اه بالمناسبة الا تعرفين كيف ترقصين الرقصة الشعبية؟”
” هذه وقاحة، لقد إعتدت على رقص الباليه مُنذ كُنت صغيرة، اتعلم؟، يمكنني الرقص بذلك الأسلوب بدون أي مشاكل، ولكن هذا مُزعج لذا تظاهرت بأنني لا استطيع الرقص ورفضت الدعوات”
– جلست أليسا بجانب ماساتشيكا، بينما تقوم بإلقاء شعرها إلى الخلف ظهرها.
” اشكرك لعملك الجاد مجددًا…من اجل ذلك”
” لست منزعجة من ذلك الأمر على ما اعتقد؟، أنا معتادة على ذلك، لهذا ليس بالأمر الكبير”
” هكذا اذن، هذه هي الأميرة المنعزلة”
” ما الأمر مع هذا الإسم؟”
– أمام أليسا التي كانت تقطب بحواجبها المُشككة، قال ماساتشيكا متفاجئًا:
“هاه؟ الا تعلمين؟، هذا ما يُلقبون به بقية التلاميذ كوجو-سان، على ما أعتقد”
“… ففـ~ن”
” لا يبدوا….انه يروقك”
” اظن ذلك، لا أعتقد بأنني سعيدة به”
” لماذا؟، هل لأنهم يضايقونك كمتوحدة؟”
” ليس بتلك الطريقة، وأيضًا هلا توقفت عن النظر إلي وكأنني حمقاء؟”
” أسف”
– أنزل ماساتشيكا رأسه عندما نظرت إليه بتلك النظرات.
” لقد أصبحت غاضبة” قال ماساتشيكا بلهجة فكاهية، لتتنهد أليسا وتقول:
” ما لست سعيدة به هي جزئية ‘ الأميرة ‘ “
” لماذا؟ اليست تكملة طبيعية للقب؟”
” أتظن هذا؟، بالنسبة لي يبدوا الأمر كشخص يعيش في حلم ولا يعرف ماهية المشقة”
” ااه~ فهمت، توجد طريقة لرؤية الأمر من هذا المنظور؟”
” صحيح بأنني قد ولدت بشكل ومواهب يفتقر إليها معظم الأشخاص، ولكنني لم أقم قط بالإشادة بنفسي من قبل، ولا أحب عندما يتحدث الأشخاص عن مجهوداتي السابقة وكأنني وُلدت محظوظة “
” فهمت “
– أظهر ماساتشيكا إستيعابه لكونها لا تحب هذه الفكرة.
” حسنًا اذن، سأحاول عدم مناداتك بذلك”
” حسنًا”
– بعد قول ذلك، وكأن الأمر تافه جدًا، قالت أليسا بهدوء بينما تنظر إلى الأمام:
“…. شكرًا لك، كوزي-كن”
“همم؟ على ماذا؟”
” أظن…هذه هي المرة الأولى التي انتهي فيها من العمل على المهرجان المدرسي بهذه المشاعر الممتعة”
– القيام بالبرامج الجماعية الخاصة بالفصل، كان دائمًا مُرهقًا لـ أليسا، كانت دائمًا تُغطي على باقي الأعضاء، وعندما ينتهي كل شيء، تشعر بالإرهاق أكثر من شعورها بالإنجاز.
ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا، كان من الممتع العمل كفصل واحد للقيام بالتحضيرات.
الشعور بالإنجاز كفريق، كان أفضل من الإنجاز الفردي، كان هنالك شيء مُبهج في وسط ذلك الإرهاق.
” كما قلت، كنت مخطئة، اذا عملت بمفردي، لا أظن بأنني سأنتهي من المهرجان وأشعر بهذه المشاعر…..وأعتذر لإفراغ غضبي عليك”
– عندما اعتذرت أليسا بينما كانت تنظر بعيدًا، لوح ماساتشيكا بيده بطريقة غير مُريحة.
” لا تقلقي بشأن ذلك، وبخلاف ذلك فقد قمت ببعض الترتيبات البسيطة، ولم أعمل بجهد كما عمل تاكيشي وكوجو-سان”
– في الواقع، صحيح أن تاكيشي من كان يقود الفصل ويقوم بتحفيزه ولكن، الشخص الذي قام بتحريك تاكيشي ووضع جميع الأساسيات، كان ماساتشيكا.
علاوة على ذلك، قد يبدوا خالِ من الدوافع، ولكن في الحقيقة لقد قام بإعداد أفضل بيئة لفصله وحافظ على إستمرارية العمل من أجلهم.
قد يقول بأنه لم يقم بشيء كبير، ولكن أليسا تعلم بأن ماساتشيكا هو من قام بمُعظم العمل.
” ولكنني أفعل، أريد ان افعل شيئًا للإعتذار عن إفراغ غضبي عليك، ولإظهار إمتناني…لهذه المرة، هل يوجد شيء في ذهنك؟”
” شكرًا شكرًا…هاه؟”
” لا تُجبني بتلك النبرة، حسنًا؟”
” هممم~”
– أغلقت اليسا جميع الطرق للهرب.
كان ماساتشيكا يقوم بحك رأسه لوهلة، ليسأل فجأةً سؤالًا لا علاقة له بالموضوع.
” بالمناسبة، في روسيا، يوجد أسلوب للمناداة بمسميات خاصة صحيح؟، اذن ما هي كنية أليسا في اللغة الروسية؟”
” ماذا؟، هذا مفاجيء، اليشا؟ لا، هل هو اليشيكا، اليكا؟، كان شيء من هذا القبيل في الروسية، اليس كذلك؟”
“…. إنه أليا، عائلتي تناديني بـ أليا”
” فهمت…اذن كمقابل الإعتذار والشكر، ستقومين بإعطائي الحق لمناداتك بـ أليا”
” ما هذا؟، كيف يُعتبر هذا كمقابل؟”
– بعدما عبست أليسا مرتبكتًا، أظهر ماساتشيكا إبتسامةً ساخرة.
” سأكون الشخص والفتى الوحيد الذي ينادي محبوبة الفصل بـ كنيتها. اجل!!”
” هل أنت احمق؟”
” شكرًا جزيلًا لك!!”
” فاضح”
– بصقت اليسا تلك العبارة في وجه ماساتشيكا الذي بدأ فجأةً يقول شيئًا غبيًا.
وعندها، إحدى الفتيان والذي كان بالقرب منهما طوال الوقت، قام بمناداتها.
” اممم، كوجو-سان، هلا رقصتِ معي؟”
” ااه، لا يمكنك ان تسرق الزخم فقط وبهذه البساطة، اليسا-سان، لأقول لك الحقيقة، لقد كان بالي منشغلًا بك طوال الوقت، هلا رقصتِ معي!”
” ألم تعترف فقط في خضم اللحظة!، اذن سأطلب بدوري—”
– بدأً من شخص واحد قام بدعوتها، وفي لحظة واحدة، خمسة، ست أشخاص قاموا بدعوة أليسا.
على ما يبدوا، كانت اللحظات الأخيرة لحفلة الرقص، لهذا تجمعت لديهم الشجاعة للقدوم.
” أعتذر، انا لا استطيع الرقص”
” لا بأس، انا جيد في الرقص يمكنني تعليمك”
” هاااه؟، انا افضل منك في الرقص، ماذا عن الرقص معي؟”
” إنه امر بسيط حقًا، كل ما عليكِ فعله هو هز جسدك مع الموسيقى!”
– حتى بعدما إعتذرت اليسا ورفضتهم بشكل واضح، أصَر الفتيان على الرقص معها ولم يُظهروا اي علامات على الإستسلام.
ببطئ، اقترب الفتيان منها، لتقوم اليسا بتضييق عينيها وتقف.
” أنتم حقًا–”
– في تلك اللحظة التي كانت على وشك ان تقوم بتقطيعهم بكلمات لا رأفة فيها، سُحبت ذراع اليسا إلى الجهة اليمنى.
” إنه خطئي، لقد اتفقنا مسبقًا، لنذهب أليا”
– قال ماساتشيكا ذلك ليسمع الفتيان ما قاله، وبدأ بالمشي الى ساحة المدرسة بينما كان ممسكًا بذراع أليسا”
” م-مهلًا..!”
– قامت أليسا بإتباعه بينما اظهرت تلك الكلمات المحتجة تجاه سحبها بالقوة.
في العادة، كانت ستجبره على ترك يدها، وتقوم بصفعه، ولكن في تلك اللحظة اتبعت أليسا ماساتشيكا بطاعة بشكل مدهش.
كانت دقات قلبها تتسارع، لم تستطع الغض ببصرها عن ظهر ماساتشيكا الكبير أمامها.
عندما فكرت بالأمر، كانت المرة الأولى التي يقوم بها احد فتيان الجنس الآخر بسحبها قسرًا بتلك الطريقة ( هذا صحيح إنها المرة الأولى التي اختبر فيها هذا، لذلك انا مرتبكة قليلًا، لا يوجد أمر أخر، وهذا كل شيء!)
بعدما قالت ذلك لنفسها، توقف ماساتشيكا في منتصف الدائرة، لتبدأ الأغنية الأخيرة بشكل متناسق مع قدومهما.
” ااه، صحيح لقد قلتِ ذلك سابقًا صحيح؟، عن ممارستك للباليه والذي يُمكنك من تعلم الرقص الشعبي فقط من المشاهدة، صحيح؟”
” أ-أجل وماذا في ذلك؟”
– أعادت السؤال في محاولة لإستعادة رباطة جأشها، ليبتسم ماساتشيكا إبتسامة خبيثة.
” اذن، لما لا تُظهرين لي ما تستطيعين فعله؟، ايتها الأم . يرة”
– أسلوب حديث مستفز، مُقتبس عن ما قيل سابقًا، كانت نواياه واضحة.
” …تمتلك بعض الشجاعة، قُم بأفضل ما لديك لمواكبتي، حتى لا تبدوا كالأحمق، حسنًا”
” إنتبهي من ألا تدوسي على قدمي حسنًا؟”
” لنفعل ذلك!!”
– رفعت اليسا حواجبها أمام ماساتشيكا المبتسم، كما لو كان يحاول اشعال الحماس.
في الرقصة الأخيرة، حيث كان الوقت الطبيعي ليرقص فيه اثنان من العُشاق مع بعضهما البعض، قام الإثنان بتحدي بعضهما البعض تحت اجواء لا تحمل أي ذرة من الحلاوة.
في البداية، كانت ترقص كالأخرين، ولكن تدريجيًا، بدأت خطواتها تختلف عن البقية.
مع يديها وأرجلها الطويلتين، كانت اليسا ترقص بحرية في منتصف ساحة المدرسة في الليل. رقصها تناسب مع الأغنية، ولكنه لم يعد ممكنًا تسميته برقص شعبي.
علاوة على ذلك، ساير ماساتشيكا شريكه الخارج عن السيطرة، لم تكن حركاته مساوية لها، ولم يكن بعيدًا، كان يحاول البقاء خارج نطاق رقص شريكته.
بخلاف كل ذلك، كان يقوم بعمل جيد جاعلًا إياها لا تخرج عن السيطرة، تشكلت مُبارزتهم كالأعجوبة بين الراقص الرئيسي والداعم.
(اه هذا صحيح…هذا هو انت، اليس كذلك)
بينما كانوا يرقصون، ظهر ذلك الشيء الذي قام بالنقر داخل أليسا، هذه الرقصة، هذه الوقفة، كان هذا كل ما يدور حول ماساتشيكا.
إبعاد نفسك عن دائرة الاضواء ودعم الآخرين. البقاء في الظلال وجعل الآخرين يشعون.
كان هذا هو ماساتشيكا.
” فوو…هاهاها”
– قبل أن تلحظ، كانت أليسا تضحك، بدأ الرقص كمنافسة، ولكن وفي خلال وقت قصير اصبحت تستمتع.
على كلِ، لم يدم ذلك الأمر طويلًا حينما انتهت الأغنية، لينتهي الرقص.
شاعرةً بالتضايق، تركت يد ماساتشيكا لتنحني بعدها.
” أجل، كما المتوقع انتِ جيدة، هاه بالكاد استطعت المواكبة”
” أفترض ان ذلك كان ممتعًا”
– كلمات أليسا الصادقة جعلت ماساتشيكا يرمش بتفاجئ.
“…اذن، سأذهب اولًا”
” إلهي، الن تقوم بمرافقتي؟”
” أريحيني، اذا فعلت ذلك، سيقوم أولئك الرجال الغيورون بقتلي”
” ففن. أنا ارى، هذا جيد لسماعه”
– ابتسمت أليسا في وجه ماساتشيكا الناحي لرأسه، وقامت بسلاسة بلف ذراع ماساتشيكا حول ذراعها.
” مه- ما الذي—”
” اذن، هلا رافقتني من فضلك؟”
“…بكلمات أخرى، اتريدينني ميتًا؟”
” إنه عقاب مُناداتي بالأميرة”
” ااغه….”
– بدأ ماساتشيكا المشي حاملًا تعبيرًا مكتئبًا ولم ينفض يدها، لتبتسم اليسا بعدما استطاعت أخيرًا إحراز نقطةً أمامه.
بعد مضي الوقت بدأت تشعر بالحرج تجاه أفعالها، ولكن فوق ذلك كان تشعر بالرضا.
كانت تسير جنبًا إلى جنب مع شخص ما، كانت سعيدة بشكل لا يصدق تجاه هذا الأمر.
في الطريق القصير إلى المدرسة، كانت اليسا تشعر ان الشعور بالوحدة والعزلة الذي كانت تشعر به منذ المدرسة الإبتدائية بدأ يختفي ويبتعد، شيئًا فشيئًا…كانت تشعر بذلك.
في اليوم التالي.
” صباح الخير اليا، إنه خطئي ولكن هلا شاركتني كتاب اليابانية الحديثة؟”
– كان ماساتشيكا يعود الى…ماساتشيكا المُتهامل.
“…..”
” مهـ—مهلًا ما الخطب؟ اليا، انتِ تنظرين إلي وكأنني قمامة كما تعلمين؟”
” قطعة القمامة هذه”
” اليس هذا قويًا بشكل زائد عن الحد؟”
“…هاااه”
– بعدما صرخ ماساتشيكا، تنهدت أليسا وتحول وجهها كما لو كانت في مزاج سيء.
في الجانب الأخر، اخرجت كتاب اليابانبة الحديثة لتمده بشكل مستقيم، وتدلي بتعليق جريء بالروسية.
【 وانا التي ظننت بأنك قد كنت رائعًا بالأمس】
– أجل، لقد تمتمت بذلك بهدوء.
حتى بعد ذلك يبقى ماساتشيكا كما هو.
كان دائمًا غير مُحفز، ودائمًا ما يجعلها تغلي. ولكن عندما يأتي الوقت المناسب، كان الأكثر جدارة بالثقة من البقية.
إنه يقوم بدعم الآخرين فقط وكأنه أمر عادي.
بالنسبة لأليسا التي كانت تعتبر الجميع من حولها كمنافسين، سلوك ماساتشيكا اتى بشكل غريب….ولكنه جعلها تشعر بالإرتياح.
لم يكن عليها التنافس مع هذا الشخص، معرفة انها لا تحتاج الى منافسته والتفوق عليه، جعل هذا قلب أليسا أخف.
تستطيع أليسا الوصول والتواصل مع ماساتشيكا بدون قلق.
مُحبطةً من عدم تحفزه المعتاد، يمكنها ان تقوم بتوبيخه.
مُنزعجةً من هدوئه المعتاد ستقوم بمضايقته، ومع تفاقم الوضع، ستسخر بالروسية وتضحك من عدم وعيه ونسيانه السخيف.
بينما كانت تقضي ايامها هكذا قبل أن تدرك…◇
” اذن، لقد وقعتي في حبه صحيح~ ياللجمال!”
– تنهدت أليسا امام ماريا بعدما قالت بصوت ناعم وهي تصفق بيديها.
” كما قلت…ليس هذا هو الأمر، الم تستمعي؟”
“ايي~ييه، لا يهم كيف سمعته، الأمر يبدوا كشخصين في بداية الحب على ما اظن؟”
” لا تقوليها بتلك الطريقة الغريبة، ألم اخبركِ سابقًا بأننا أصدقاء؟”
” أممهمم، اصدقاء يتجهون ليصبحوا أحباء، كم هذا كلاسيكي~ هذا ما حدث لي ولـ سا-كن، بعد كل شيء، أليس كذلك؟ سا-كن”
– أخرجت قلادةً من وسط شِقها العميق للغاية، وتحدثت إلى الصورة في الداخل بتعبير مرتاح.
{ م.م: ” شقها العميق”، لا أعلم كيف اشرحها تمامًا ، لكن يب هي المنطقة اللي في بالك..}
اذا كانت هذه مانجا، لانتشرت علامات القلوب في كل مكان.
نظرت أليسا الى شقيقتها الكبرى، التي تحولت تمامًا إلى وضعية العذراء الواقعة في الحب.
” لكن حسنًا…فيما يتعلق بقدراته….فقد اعترفت به، وأنا ايضًا…اثق به”
– بينما تنظر الى صورة محبوبها، أومئت ماريا لـ أليسا التي قالت ذلك بينما تنظر بعيدًا.
“أُمهمم، الفتى الذي يقوم بما عليه فعله، هو رائع ايضًا اليس كذلك؟، سا-كن كذلك. الوقوف خلف ظهر سا-كن عندما أنقذني من هجوم ذلك الكلب قبل فترة طويلة!، كان هذا—”
” اذا اردتِ أنت تبدأي الحديث عن حبك فهلا غادرتي؟”
” شيييه، اليا-سان باردة جدًا!”
– ألقت اليا بنظراتها الباردة بإتجاه ماريا التي كانت تنفخ خدودها.
” بجانب أنني اُفضل شخصًا يعمل بجد”
” انتِ لا تفهمين الأمر اليا-تشان، صحيح انه في العادة مهمل، ولكن في لحظات معينة يُظهر جانبه الرجولي!، هذا را~ئع”
” إنه إختلاف في الاراء، أنا عادةً..اشعر بالإنزعاج تجاه عدم تحفُز كوزي-كن الدائم بعد كل شيء”
– ربما لأنها تذكرت العديد من الأشياء بينما كانت تتكلم، أستمرت أليسا بنبرة أكثر حدة.
” حقًا، نسيان الأشياء طوال الوقت النوم في الفصل، وعلاوة على ذلك! في كل مرة أقوم بها بتحذيره، لا يشعر حتى بالأسف!، ويقوم بالتهرب في كل مرة بشكل تافه، حسنًا لهذا أستطيع قول ما أريده امامه على ما اظن…”
” أنا ارى لقد فهمت. بكلمات أخرى توجد علاقة ثقة متبادلة بينكما، صحيح؟”
” كيف آل الأمر إلى هذا؟”
” مهما قيل، لن يتركك كوزي-كن أبدًا. ولأنك تعرفين هذا، اليا-تشان قادرة على التحدث مع كوزي-كن بدون تحفظات أليس كذلك؟، و كوزي-كن متسامح مع ذلك، اليست تلك علاقةً رائعةً مُتبادلة الثقة؟”
– لم تتوقع اليسا تلك الكلمات أو ملاحظتها لذلك. ولكنها استعادت عافيتها من الصدمة سريعًا لتعود للدحض.
” أنتِ مُخطئة. كوزي-كن من نوع التلاميذ الذي يستحق الحديث بتلك الطريقة، لهذا لن أتحفظ عندما أقوم بتحذيره..وبجانب ذلك أعترف انه شخص يسهُل التواصل معه. ولكن هذا لا يقود بشكل مباشر إلى ظهور مشاعر رومنسية صحيح؟، اعني اذا احببت شخصًا هكذا صحيح؟، ستريد القيام بـ….أمور…كالخروج في موعد، والتقبيل…هكذا هو الأمر صحيح؟، أنا..لم أفكر هكذا اطلاقًا…”
– ألصقت ماريا يديها معًا، وابتسمت بنعومة أمام أليسا التي كانت تقول كل ذلك بينما تنظر بعيدًا وتشعر بالإحراج.
” اليا-تشان ظريفة جدًا”
” ما هذا هل تسخرين مني؟”
” لا أفعل، اتعلمين، اتعلمين اليا-تشان؟، ليس من الضروري ان تكون قبلة أو أن يكون موعدًا او اي شيء مميز كهذا، اذا كنتِ تحبين أحدهم، فقط التحدث إليهم ولمسهم سيجعلك تشعرين بشيء مميز”
– تحدثت ماريا بينما تحمل تعابير أنا اعرف كل شيء، وتقوم بهز جسدها وصدرها الكبير بفخر، رفعت اليسا حواجبها بعدما سمعت حديثها.
” …أي شيء أخر؟”
– على غير العادة، أخذت اليسا ماريا على محمل الجد، وماريا التي توقعت ان يتم دفعها بعيدًا، تفاجئت قليلًا، لتاخذ بعدها نظرة تفكير عميق على عينيها.
” هممم~..لنرى، الشيء الأكثر وضوحًا هو تشابك الأيدي على ما اعتقد؟، وحتى إذا لم تذهبي الى ذلك البُعد، فقط تشابك الأيدي مع شخص تحبينه سيجعل دقات قلبك تتصاعد، وستشعرين بالإحراج لدرجة ترغبين فيها بالصراخ، ولكنكِ لن تكرهي الأمر. وستشعرين بالسعادة بطريقة ما، وبعدها—”
“…الشعور بالإحراج لدرجة الرغبة في الصراخ…”
– في منتصف المحادثة، تحمست ماريا وبدأت تتحدث عن ماهية الحب، حاملةً تعابير العذراء بينما تقوم بهز رأسها وتنظر إلى صورة حبيبها.
أمامها، انزلت أليسا قدمها وقامت بمد ساقها اليمنى أمام ماريا.
” ماذا؟ ما الأمر اليا-تشان؟”
” أعتذر…هل يمكنك خلعه من أجلي؟”
” ايه؟، لماذا؟”
– تفاجئت ماريا من ذلك الطلب المفاجيء، ولكن بعد رؤية تعابير أليسا استشعرت شيئًا، زحفت ببطئ فوق السجاد ووضعت يديها في ساق أليسا اليمنى، “نن..”
خلعت ايدي ماريا الناعمة جوارب ركبة أليسا، وكانت أليسا تنظر إلى حدوث ذلك حاملةً تعابيرًا متجهمة على وجهها.
” حسنًا، لقد خلعته، لكن…اليسرى كذلك؟”
– عندما اشارت ماريا الى ساق أليسا اليسرى بتعابيرَ مترددة، اجابتها أليسا.
“…لا قومي بإلباسي مجددًا”
” ايه؟ ماذا تقصدين؟”
” لا تشغلي بالك”
” …حـ—حسنًا”
– مع نظرات غير متفهمة، اعادت أيادي ماريا الجورب الى اعلى ساق أليسا. وعندما نظرت اصبحت تعابير أليسا اكثر قتامة.
” حسنًا، لقد قمت بإعادته مجددًا..اظن”
“….”
– القت ماريا بنظراتها على وجه أليسا بينما كان تحاول تخمين ما الذي يحدث.
متجاهلتًا نظراتها، كانت أليسا تنظر إلى ساقيها مع تعابير قاتمة، وفجأة أخرجت انفاسها ونهضت من كرسيها.
“…ليس جيدًا، علمت ان ماشا لن تُفيد”
” ماذا تقصدين؟، أنا لا اعلم ما هو ولكن اوني-تشان قد تألم!”
” اجل اجل، هذا يكفي صحيح؟، أريد تغيير ملابسي لذا فلتخرجي”
” اياااا…اليا-تشان في مرحلة التمرد؟ هل هي مرحلة التمرد؟، ما الذي علي فعله سا-كن اليا-تشان دخلت إلى مرحلة التمرد”
– بعد طرد ماريا إلى خارج الغرفة، بتعابير بائسة على وجهها وإنخفاض اكتافها، نظرت أليسا الى ساقها اليمنى مجددًا، وبنعومة قامت بتحريك يديها إلى الاسفل وعلى فخذها.
شاعرتًا بالإحراج بشكل ما، نظرت إلى الأعلى حيث تواجدت مرآة كبيرة.
وما كان مُنعكسًا، هو خدود أليسا التي صُبغت قليلًا باللون الأحمر.
” موو…”
– كما لو كانت تقوم بنكران نفسها، اظهرت أليسا وجهًا متجهمًا، ثم قالت بتعبير قاتم تجاه صورة الشاب التي تراودت في ذهنها:
【 ليس الأمر كما تظن 】
– الكلمات الروسية التي تسربت من تلك الهمسة، ذابت في هواء الغرفة واختفت بدون أن تصل إلى أي أحد.