Light novel: Gonin hitoyaku demo kimi ga Suki مترجمة - 0
العالم مكانٌ قاسٍ. لو كنتَ ناجحًا وفشلت، من الصعب أن تجعل الناس يستشعرون ألمك. تصبح هدفًا للجميع، بائسًا وسخيفًا ومحطّ سخرية أينما ذهبت… هذا ما أمرُّ به أنا حاليًّا.
– هذا مضحك للغاية!
– لقد سقط في روث الحيوان!
لقد سقطت عن طريق الخطأ في الطين المليء بروث الحيوان المتواجد في أراضي الأكاديمية، رغم كون الأرض هي أرض زراعية، إلَّا إنه من غير المعقول تواجد مثل هذا الشيء قريبًا من المكان الذي يتمشى عنده الطلبة. لقد كنتُ عالقًا حتّى صدري، وكنتُ أحاول سحب نفسي للخارج ولكن المنطقة التي تحيط بقدمي زلقة، مما يؤدي إلى غوصي أكثر في روث الحيوان. إن استمررت هكذا سوف أغرق… صاحب استنشاقي للرائحة الكريهة شعور برغبة بالتقيؤ. حاولت طلب الاستعانة بقدر ما أمكنني من زملائي، كنتُ أترجاهم ولكنّ لم يفعلوا سوى التحديق فيّ.
– ساعدوني، أرجوكم! أخرجوني من هنا!
…ولكنَّ الشيء الوحيد الذي قدّموه لي بعد التوسّل بهم هو ضحك جميع المتفرّجين!
من الواضح أنهم كانوا يستخدمونني كوسيلة لتسلية بعضهم البعض. البعض منهم أخرج هاتفه وبدأ بتصويري وأنا أعاني، والآخرون كانوا ينادون المارّة من الطلبة لكي يروا المصيبة التي وقعت فيها. لقد كانوا حمقى.
الفتاة التي شكّلت معي فريقًا في اختبار الشجاعة، ميساكي هورايكي، كانت موجودة أيضًا وواجهت ولدًا كان يلتقط لي صورة ويرفعها على موقع تويتر.
– إنه تايغا ماكيهارا، يطلق الناس عليه لقب “بطل الحظ”.
– حقًّا؟ لقد كان راميًا عظيمًا، لكنّه بدأ بالرفض بطرقٍ عديدة.
لقد قبلتُ الصعاب بذل. اللعنة، أين رحلت “واجبات الشرف” تلك؟ ذلك هو اسم الأكاديمية التي قُبِلتُ بها في الربيع. في الوقت ذاته، كان شعارًا، حيث يعني في اللغة الفرنسية “النسب النبيلة تلزم السلوك المشرف؛ امتيازٌ يجلب المسؤولية”.
الأكاديمية تنجذر من عشيرة من فترة الإيدو. ولم يمسح إلا بالعوائل النبيلة التسجيل في الأكاديمية في فترة الميجي. واليوم الأكاديمية مليئة بأبناء السياسيين والأثرياء. والديّ أصحاب أعمال عاديين، لا شيء مميز فيهم، لكنّني لعبت كرة القاعدة في فريق “U-5” الوطني، لذلك سجلت كطالب رياضي متميز… ولكن قبل بدء الدراسة، تعرضتُ لحادث سيارة ولم أتمكن من ممارسة كرة القاعدة مجددًا.
في داخلي كنتُ بائسًا، وبقيت أردد في نفسي: “تذكروا رجاءً شعار الأكاديمية وساعدوني!”
ولم تكن هنالك أدنى إشارة منهم في مد يد العون لي. وفي الجانب الآخر، النبلاء هم لجنة من الطلاب لديهم صلاحيات فوق الجميع في الأكاديمية. دورهم هو تجسيد شعار الأكاديمية ومساعدة جميع الطلبة إضافةً لكونهم مجلس الطلبة. ولكنني بدأت أؤمن بأنهم نكتة قاسية ينظرون بتعالٍ لكلٍ من يقع بمشكلة.
رئيسة اللجنة، كونوي أر. تشيكا، ألقت خطابًا تحيي به الطلبة الجدد، الكثير من الطلبة تأثروا بكلامها وكيف خصت الجميع مما جعل الكثير منهم يذرف الدموع… تمنيت لو كانت هنا فلربما كانت قد تساعدني.
بالتأكيد أنها فتاةٌ جميلة جدًّا,,, اللعنة! الروث يكاد يدخل إلى فمي وأنفي ولا يمكنني التنفس.
– أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم ساعدوني! أنا في مشكلة حقيقية!
بعد محاولتي البائسة الأخيرة في طلب العون، جميع زملائي لم يحركوا ساكنين، ما يزالون يوجهون بهواتفهم نحوي ويضحكون عليّ… لم يكن هنالك داعٍ، هكذا يسري العالم. بعد حادث السيارة، الإعلام استغلوا قصتي. كنتُ مشمئزًا من القصص الحزينة التي رُويت عني.
في وسائل الإعلام ومواقع إبداء الرأي العام، كان الناس يقولون بأنني كنتُ صغيرًا لأكون محترفًا، وكان جميع الفتيات اللواتي يتحمسنّ عندما يرنني وأنا أرمي الكرة قد دارنّ ظهورهنّ عني وتركوني وحيدًا.
الجيران الذين كانوا يطلقون عليّ تسمية “بطل الحيّ” أشفقوا عليّ وتركوني… لقد شبعت من كلّ هذا. أفضّل أن أغرق في حفرة روث… وفي اللحظة التي سمحت لنفسي بالغرق سمعتُ صوتًا همس في أذني…
– ما كل هذه الضجة؟
انقسم الحضور لقسمين ومرّت من بينهم امرأة بشعرٍ أشقرٍ طويل يترفرف بنسيم الليل تحت ضوء القمر. كانت ترتدي زيّها المدرسيّ بشكلٍ جميل، وبعينيها الزرقاوتين الباردتين كانت تحيطها هالة طالبة المدرسة. ولكنّ صدرها وجواريبها الطويلة السوداء لم تخفِّ نسمة حساسيتها.
كانت رئيسة النبلاء، طالبة المرحلة الثانية، كونوي أر. تشيكا. معدّل قبولها يتجاوز الـ 90%. وكانت درجاتها هي الأعلى من بين زملائها. كما أنّها رياضية ماهرة وساعدت العديد من النوادي في الفوز بالبطولات. إنَّها طالبة مثالية. كما أنها شخصية مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي ولديها مائتا ألف متابع، إضافةً لكونها ممثلة مبدعة وعضوة مرموقة في شركة مسرحية ومتطوعة نشطة.
إنَّها أكثر الفتيات التي قابلتهنّ مثالية. شعرها أشقر وعيناها زرقاوتان لأنّ والدها أمريكيّ. الفتاة تفاجأت عندما رأتني أغرق في حفرةٍ من الروث وحدّقت بباقي الطلبة.
– ما المفترض أن عليكم فعله؟ ألا ترون أنّه يحتاج المساعدة؟
كنتُ مشلولًا تمامًا بعدما سمعتُ نبرة صوتها القوية. أعتقد أنها تريد تحريك الناس الحسنة، ولكنهم تركوا الآخرين يصوروني.
ولكنَّ ما فاجأني أكثر هو أن كونوي-سان قفزت إلى الحفرة التي كنتُ عالقًا فيها.
– ماذا؟
– مستحيل…
وسط صرخات الحضور، غطست كونوي-سان بكاملها جسمها حتى صدرها، تشبثت بالحشائش وحاولت ما بوسعها للتسلق. هل هي فعلًا تحاول مساعدتي؟
– هيّا، أمسك بيدي!
كنت على وشك أن أمسكها بيدي اليمنى ولكنني شعرت بألم بسيط بجرحي في كتفي. قمتُ بدفع يدي اليسرى مع يد كونوي، وبهذه الطريقة قامت بسحبي حتى تمكنا من الخروج من الحفرة سويةً. تمددت على الحشيش ولازمتني الكحة. والروث منتشر على ملابسي مما يجعلها ثقيلة أيضًا.
يبتسم زملائي نصف ابتسامة موجّهين بهواتفهم نحوي كالمراسلين وأسمع صوت التقاط الصور من هواتفهم مستمرة، أيُّ نوعٍ من الصور يريدون التقاطها لي بعد..؟ ولكن في تلك اللحظة، قامت كونوي بحمايتي، وحجبت وجهي عن كاميراتهم.
– توقفوا في الحال! قوموا بحذف الصور والفيديوهات التي التقطمتوها!
صوتها هادئ ولكن بارد.
– إن قمتم بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي فأنا، كونوي أر. تشيكا لن تسامحكم.
أسرع الجميع إلى هواتفهم ليقوموا بما أمرتهم به كونوي.
– تعال معي، لنقم بتنظيفك.
بينما كان الجميع منزعجًا من الرائحة، لم تكن كونوي كذلك، لذلك لحقت بها مسرعًا.
– أنا آسف، لقد اتسختِ بسببي.
– لا تقلق، ستزداد شعبيتي كلما انتشرت هذه القصة. ستجعل من مهمة النبالة سهلة.
في الوهلة الأولى، يبدو أنها قد حضّرت هذا الرد… ولكنّ هنالك تناقضٌ بسيط.
– إذن، لماذا أخبرتِهم بحذف الفيديوهات والصور؟ ستزداد شعبيتك بسهولة إن رآكِ الناس تساعدينني.
– حسنًا، هذا لأن…
احمرَّ خدّ كونوي حيث إنها لم تستطع التعبير بالكلام. لا بُدَّ أن هذا الرد كان تغطيةً على الإحراج الذي سببته لها، لذا هي قررت أن تعكس المحادثة.
– لا تقلق كثيرًا، الروث ليس قذرًا للدرجة التي تتصورها. إن تركوه يتخمّر، فحرارة التخمير ستتحول لمياه صرف الصحي وبيوض الطفيليات ستموت.
أتساءل لو كانت مهتمة بيّ حقًّا…
– فهمت.
– أجل، لا تقلق كثيرًا… آآآآه!!!
تركع كونوي على ركبتيها ويديها تستند على الأرضية وتتقيء.
– أستقوم بنسيان ما رأيته الآن؟
– كما لو أنَّ صورةً قد مُسحت من الهاتف؟
عينيها الزرقاوتان تبللت من دموعها، حيث ركعت مجددًا وصرخت باكية “اللعنة!!!” بنطقٍ جيد جدًا. ليس منظرًا قد أستمتع بمشاهدته. ولكن كونوي-سان قامت بإنقاذ حياتي، وليس هذا وحسب، بل غطّت نفسها بالروث، إنَّها أجمل امرأة رأيتها في حياتي. لقد وجدتُ هدفًا آخر غير كرة القاعدة.
– اسمي تايغا ماكيهارا. سجلت في هذه الأكاديمية بالتوصية الرياضية.
– أجل، أعلم من تكون.
يبدو أن كونوي-سان تعرفني أيضًا. صحيح، فلقد كنتُ الذراع اليمنى التي أهلت الفريق إلى المركز الثاني في بطولة كرة القاعدة الوطنية في المدرسة الثانوية، وكان يتم اختياري كـ”U-5″ دائمًا. خولت لإعادة إحياء الفريق الرياضي في الأكاديمية… ولكنني تعرضت لحادث وكسرت ذراعي اليمنى. لا أتعرض للصعوبات في أداء حياتي، ولكن ليس باستطاعتي رمي الكرة مجددًا.
السبب في أن التوصية لم يتم سحبها على الأغلب هو أن المدرسة تتبع الرأي العام. لقد ظهرت في الأخبار كـ”الطفل الذي عرّض حياته للخطر لإنقاذ زملائه من سيارة خارجة عن السيطرة” لمدة قصيرة. لو أنني لم أُقبل في هذه المدرسة لكانت المدرسة هدفًا للانتقادات العامة.
– أريد الانضمام إلى لجنة النبلاء والعمل معكِ.
أريد أن أكون شخصًا يجسّد “واجبات الشرف” مثل كونوي-سان. لأنني وقعتُ في حبّها. أريد قضاء الوقت مع هذه المرأة.
– أقدّر هذه المشاعر. ولكن من أجل الانضمام، يجب عليك أن تصبح أحد الثلاثة الأوائل على مرحلتك. كيف هي درجاتك يا ماكيهارا؟
في المدرسة الثانوية تمكنت من الدراسة ولكن ليس بالمقدور الذي يؤهلني إلى أن أُقبل في مدرسة للمتفوقين.
– مؤهلاتي الأكاديمية هي… ترتيبي في النهاية.
…ولكن هل يهم هذا الأمر؟ عليّ فقط أن أكون فيب المرتبة الثالثة في السنة الدراسية، أليس صحيحًا؟ لقد تدرّبت جيدًا وأصبحت الوصيف في البطولة الوطنية، كيف لا يمكنني التأهل؟ قد يكون ممكنًا مع بذل الجهد المطلوب باستعمال الحبّ كطاقة للتحفيز، ولكن كونوي-سان صدمتني.
– في هذه الحالة، لا تحدد لنفسك أهدافًا صعبة جدًّا، ولكن حاول أن تتعود على الدروس أولًا…
– كلا، أنا لن أغيّر هدفي في الدخول إلى لجنة النبلاء. بعد أن أقوم بتنظيف نفسي من الروث، سأبدأ بالدراسة!
– تبدأ من اليوم؟
على أية حال، سيكرهونني ويستسخفونني بسبب الروث، لذا هذا مثالي. كل شيء تافهًا بالنسبة لي الآن عدا أنني أريد مواعدة كونوي-سان. هذا هو هدفي الرئيسي.
– إذن، هذا هو “بطل الحظ”. ليس سيئًا بتاتًا.
– كنت سأساعدك ولكن بدا أن الأمر متعب للغاية.
– قد تكوني لم تلاحظي بعد يا تشيكا، ولكن ماكيهارا وقع في حبّكِ، وهذا يبدو مثيرًا.
– من الصعب جدًّا على شخص تم قبوله من خلال التوصية الرياضية أن يحصل على المرتبة الثالثة من ناحية الدرجات.
– سنرى ماذا سيحدث من الآن فصاعدًا.