Classroom Of The Elites 1st year - 9
رواية: فصل النخبة السنة الأولى
ترجمة: عبد الله القواف، أحمد حاتم، Sam-san
المجلد 5: الفصل التاسع
الحدث الأخير من النصف الثاني، سباق ال 1200 متر تتابع والذي
سينهي أحداث المهرجان الرياضي على وشك أن يبدأ. يزداد التوتر
والترقب للجميع باستثناء الفصل د.
“هذا هو الحدث الأخير إذاً …… ويجب علينا حتى لهذا الحدث أن نحضّر
بدي ل—”
“هااه هااه )يلهث( . آسف لجعلكم تنتظرون. ما الذي يحدث” سادو
عاد منقطع الأنفاس، وعادت هوريكيتا بعده بقليل.
“سادو-كن لقد عدت”
“عذراً استغرقني الذهاب لدورة المياه بعض الوقت”
كان لديه ابتسامة مشرقة ومبتهجة على محيّاه. ومع ذلك، نظر
العديد من الطلب إلى سادو بنظرة باردة.
استقبل سادو نظراتهم وجهاً لوجه.
“آسف. بسبب أني فقدت صوابي انتهى بي الامر بأن أضرب هيراتا
وأتسبب بانهيار معنويات الجميع هكذا. ووقوع الفصل )دي( في
هذا المأزق هو أيضاً خطأي”
قبل ان يتسنى لأحد أن يلومه، حنى سادو رأسه وقال هذه الكلمات.
لو كان سادو هذا الحال سابقاً لما فعل ما فعله.
أشعر بأن شيئاً ما قد حدث بالتأكيد
هيراتا وبعد أن ذهل للحظة، ضحك بسعادة.
خده المتورم قليلً بدا موجعاً لكنه لم يعر اهتماماً لذلك الآن.
“ماذا بك كين؟ هذا ليس من طبعك”
تدخل ايكي فجأة بعد رؤيته لهذا.
“اعترف أني كنت مخطئاً فإن أخطأت بحقك دعني اعتذر إليك أيضاً
كانجي”
“ليس خطؤك أني خسرت. انا لست جيداً في الرياضة…… أعتذر لأني
كنت بل فائدة”
اعتذار قاد لآخر .
الطلب الذين كانوا يحدقون في سادو أيضاً، لم يقدروا على إحراز
نتائج كالنتائج التي أحرزها.
“إذا لم تحددوا بديلً في سباق التتابع دعوني أشارك رجاءً ”
“لا يوجد شخص يمكننا أن ندع الأمر له غير سادو، أليس كذلك
جميعاً؟”
قوانين الحدث الأخير -سباق ال 1200 متر تتابع- تتطلب من الطلب
والطالبات المشاركة. من كل صف يجب أن يقسم العدّاؤون بين
الطلب والطالبات بالتساوي. ثلثة طلب وثلث طالبات يجب أن
يركضوا مسافة مئتي متر.
“هل لي أن اطلب بديلً عني للمشاركة في السباق؟ … لن أحرز
نتائجاً مرضية بهذه الساق”
بعد ان تم حل أمر س ادو، مع نظرة اعتذار على وجهها.. طلبت
هوريكيتا هذا.
“هل أنت راضية عن هذا هوريكيتا؟ لقد عملتِ بجهد للمشاركة في
سباق التتابع، أليس كذلك”
“ما باليد حيلة. وانا على هذا الحال لا يمكنني الفوز حتى على ايكي-
كن. آسفة”
في هذا الاجتماع الكئيب القاتم. وبعدما فعل سادو ذلك، حنت
هوريكيتا أيضاً رأسها.
أتساءل إن كانت أبداً صريحة كما هي الآن.
تحطمت هوريكيتا جسدياً ونفسياً بالكامل بواسطة ريون . دور العداء
الأخير في هذا اليوم في هذا التوقيت والذي تتمسك به بشدة كله
لأنها تصورت نفسها بجانب أخيها.
يداها ترتجفان من الإحباط، لقد قاتلت باستماته لتحقيق حلم ليس
بالإمكان تحقيقه.
في حال هي أصرت على المشاركة. سيخسر الفصل )دي( بل شك
بعد ان سمع ذلك، هيراتا أومأ برأسه وقرر ان تشارك كوشيدا بدلاً
عنها.
اذاً، مع سادو على رأس القائمة هناك هيراتا ومياكي وميزون و
وأونوديرا هؤلاء الخمسة بالإضافة على كوشيدا كبديل لهوريكيتا
سيخوضون السباق وبهذا الترتيب.
وهذا بسبب انه لا يوجد في الفصل من يركض بسرعة وقادر على
المشاركة باستثنائهم. في الوقت الذ ي كان يتم تأكيد الأعضاء
المشاركين تبادلت النظر مع هيراتا فقام هيراتا في ذات الوقت بفتح
بفمه …
“آمم …. آسف على هذا فجأة، ولكن في الحقيقة أنا—”
وكأنه يقاطعه بدأ طالب ذكر آخر بالكلم..
“انتظروا رجاءً، هلّ سمحتم لي بالانسحاب أيضاً”
الطالب الذي قال هذا ه و مياكي واحد من الطلب الذي من المقرر
ان يشارك. بدا كأنه يجر قدمه اليمنى قلي ل
“في الحقيقة لقد لويت كاحلي خلل سباق ال 200 متر سابقاً اليوم
….. ظننت أنني قد اتحسن بعد بعض الراحة لكنه ما زال يؤلمني”
على ما يبدو ان بعض الطلب هنا حتى قد نالوا نصيبهم من
الإصابات .
“في هذه الحالة يبدو اننا بحاجة لبديل من الطلب أيضاً”
بعدما قال هذا، سكت هيراتا ونظر حوله.
لكن، للمسابقة الأخيرة، لن يرغب أحد بالمشاركة إلا ان كان واثقاً من
سرعته.
بعد انتظار للحظات وجيزة، لم يكن هنالك أي متطوعين، وقد قررت
ان أقترح مشاركتي.
“اذا هل لا بأس بأن أشارك؟ وسأدفع نقاط الاستبدال بالطبع”
“مااا! أنت ستشارك أيانوكوجي؟ في البداية، هل … هل انت سريع”
بالطبع لا يمكن لاحد ان يأخذ عني انطباعاً بأني عداء سريع.
“أوافق على هذا تماماً. لقد كنت أراقبه حتى الآن وأعتقد بأنه من
الأشخاص الذين يحرصون على إحراز النتائج”
كلمات من هيراتا كانت كفيلة لإيقاف أي اعتراض. هذا وزن كلمات
شخص قد نال ثقة كل من حوله في كل يوم. كلماتً تركت الجميع
عاجزاً عن ابداء أي اعتراض.
“ولا يمكننا القول أيضاً أن الفصل )دي( لديه أفضل أعضائه الآن. لذا
يجب علينا أن نأخذ المبادرة ونقوم بتأمين صدارتنا. ما رأيك بهذا سادو –
كن؟ اذا اخذنا القوانين بعين الاعتبار أيضاً فأظن أن بإمكاننا اخذ
الأفضلية ان استطعنا المضي قدماً وبدأنا بداية جيدة وإن كان سادو-
كن من يعدو بسرعة فيمكنه تحقيق الأفضلية وبإمكاننا كسب
مسافة مريحة في أول شوط. سأحافظ على الصدارة وأسلمها
للطالب التالي”
عدد العدائين الكلي في سباق التتابع هو 12 ، ويضم كل فصول
السنوات الثلث وسيبدأ السباق للجميع بشكل متزامن.
وبما انه لا يوجد ممرات كافية لاثني عشر عدّائاً فيجب علينا أن نبدأ
جنباً إلى جنب.
القوانين هي أنك تستطيع أخذ ممر داخلي من خصم تسبقه. بمعنى
آخر، الشيء الأهم هنا هو الموضع الابتدائي. فإن استطعت تحقيق
الصدارة عند الانطلق فلن يكون عليك أن تعلق في مسافة التنافس
والمشاجرة الجماعية.
))شرح موجز: ميادين سباقات الجري تكون بشكل بيضوي تقريباً لذا
يتنافس المتسابقون في السباقات الطويلة او سباقات التتابع على
الممرات القريبة من المركز )الداخلية( لان المسافة تكون أقصر كلما
كانت أقرب للمركز((
“حسناً… ليس لدينا حل آخر إن أردنا الفوز”
سادو سينطلق في البداية. يليه هيراتا الذي سرعته مضمونة وبعد
ذلك الفتيات الثلث -من ضمنهم كوشيدا- وبهدهم سيأتي دوري.
هذا هو الترتيب الذي سنشارك به. يبدو أنني حصلت على تقييم
اعلى بالمقارنة مع الفتيات بما أني قد كلّفت بدو العدّاء الأخير.
أما عن السبب، فعلى الأغلب بأنهم أرادوا اعتباري بين الطلب
البطيئين. وهذا يوفر العناء بالنسبة لي .
من جميع الفصول في جميع السنوات، النخبة المختارة اجتمعوا في
مركز الميدان ومن ضمنهم كان هوريكيتا- الشقيق الأكبر بالإضافة
لناغومو من السنة الثانية.
“سأدع الأمر لك سادو-كن”
هيراتا صرخ بهذه الكلمات وأيضاً كوشيدا وبقية العدّاءات أرسلن
تشجيعات صاخبة باتجاه سادو.
سادو والذي بدا عاقد العزم، دخل مسار السباق. يبدو أن طلب السنة
الأولى حصلوا على ظروف جيدة إلى حد ما. باعتبار الفصل د في
اقصى الممرات الداخلية. وتم إعداد هذا بحيث يكون الفصل أ من
السنة الثالثة في أقصى الممرات الخارجية
وباعتبار وجود ثلث فتيات بالنسبة للسنة الثالثة فيمكننا القول
أفضلية مريحة في البداية.
بلغت الإثارة ذروتها والسباق الأخير بدأ.
طبعاً، لم يعد للفصل )دي( أي فرصة في الفوز بالمهرجان الرياضي،
لكن إن استطعنا تحقيق الفوز هنا، فسيؤثر هذا على الاحداث
المستقبلية بشكل جذري، لا بد أن لديهم هاجساً وشعوراً كهذا في
داخلهم.
صيحات التشجيع صدحت من معس كرنا أيضاً .
“كان هذا قريباً. قليلً بعد وكنت قد انسحبت”
“اظن هذا. إصابة مياكي كانت غير متوقعة”
من البداية، كان من المخطط ان أحل مكان هيراتا وأشارك في سباق
التتابع. وطبعاً لم يعلم بذلك سوى هيراتا نفسه .
“لا بأس بهذا. اليس كذلك أيانوكوجي- كن؟”
“أجل. عذراً لجعلك تق وم بالتحضيرات ”
“من الطبيعي انا أقوم بهذا كجزء من الفصل )دي(. أفضل ألا نواصل
الهزيمة امام ريون – كن ايضاً. لا بأس أن افترض بأنه سيفاجأ برؤيتك
تشارك أليس كذلك؟”
“سأبذل قصارى جهدي كي لا أخذلك. الأهم الآن هو أن نقوم
بتشجيع سادو”
بدأ سادو بداية جيدة لحظة انطلق الإشارة دون أن يبدو عليه أي
قلق أو ارتباك. أفضل توقيت انطلقة أراه حتى الآن. بداية من أول
خطوة. انطلقة كان من شأنها أن تتفوق على أحد عشر متسابقاً.
وااا!! … يمكنني سماع صيحات كهذه تدوي بين العدائين.
“مذهل، سريع”
حتى شيباتا والذ ي كان يراقب السباق بجانبي قام بمدحه. سادو
ركض على وتيرة متفوقة.
طلب السنة الثانية والسنة الثالثة أيضاً يفترض أن يكونوا سريعين،
ولكن في مسافة المشاجرة وأصبحوا يتنافسون على كسب مركز
لأنفسهم.
بعدما تخطاهم بهذه البداية، حافظ سا دو على الصدارة بفارق يفوق
الخمسة عشر متراً وعاد .
“سأدع هذا لك هيراتا”
الفصل )دي( صاخب جداً بهذه الصدارة. تم تمرير العصا للعداء الثاني
هيراتا.
الشخص الهجين )ذو التفوق في مجالين أصح( الذي امتاز في
الدراسة والرياضة. قد أشرق بروعة حتى هنا.
واحد تلو الآخر، المتسابقون الآخرون يتبعون عن قرب ولكن لم
يستطيعوا إدراك مسافة التفوق التي تشكلت وصدارتنا التي خططنا
لها بقيت حتى دور أونوديرا والتي تركض ثالثةً .
إن كان يوجد مشكلة فستبدأ الآن. أونوديرا سريعة بالنسبة لفتاة.
لكنّ الفتيان الذين يتبعونها كانوا يقلصون المسافة معها تدريجياً.
الصدارة ستفقد حتماً .
في الوقت الذي حان فيه دور ميزون و والتي تركض رابعةً لم يكن
هناك فارق يذكر في صدارتها. وبعدما بدأت بالجري سبقها طالب من
الفصل )أ ي( من السنة الثانية. واحداً يتبعه الآخر طلب جديدون
بدأوا بالجري.
شاركنا واضعين المركز الأول نصب أعيننا، لكن كما هو متوقع،
طلب الصفوف العليا صعاب المنال. وبعد ذلك سبق أونوديرا طالب
من الفصل ) أي( من السنة الثالثة وواحدا بعد آخر بدأوا يقلصون
المسافة معها 0
كما هو متوقع من المسابقة.. هاه؟
على أي حال، أحداث كهذه هي جزء أساسي في الرياضة. فتاة من
الفصل )أ ي( من السنة الثالثة وهي العداءة الرابعة، تعثرت ووقعت
قبل حوالي الخمسين متراً من العداء التالي.
فزعت ونهضت ولكن متسابقاً من الفصل )أي( من السنة الثانية
استغل الفرصة واخذ منها الصدارة وتشكلت مسافة كبيرة بينهما.
في الوقت الذي تسلمت فيه كوشيدا )العداءة الخامسة( العصا،
الفصل )دي( قد سبقه الفصل )أ ي( من السنة الأولى وتأخر للمركز السابع. أصابت شكوكنا فيما يتعلق بأن الفصول الأخرى تمتلك
الأفضلية في القدرات مجموعةً.
ظننت بأنه يمكننا على الأقل أن نسعى لمنصة التتويج ))في إشارة
للمراكز الثلث الأولى(( ولكن يبدو بان هذا أصبح صعباً.
في الوضع حيث ان طلب السنة الأولى لم يقدروا حتى على
المنافسة، طلب الفصل )بي( من السنة الأولى وحدهم استطاعوا
التمسك بالمركز الثالث بمجهود كبير.
الأفضل في الفصل )بي( )ورقتهم الرابحة( والذي بإمكانه جذب
الانتباه في جولة واحدة شيباتا، يبدو بأنه كلف بدور العداء الأخير
مثلي. أخذ موقعه وانتظر دوره.
بعد أن وقع العداء الرابع من الفصل )أ ي( من السنة الثالثة، تغيرت
مواقع العدائين الأواخر من الفتيان بالكامل.
“يبدو باننا فزنا بالمنافسة، أيها الرئيس هوريكيتا. وددت لو أمكنني
السباق ضدك”
بعد النظر إلى العداء الذي في الصدارة، طالب من الفصل ) أي( من
السنة الثانية، ضحك ناغومو.
هناك مسافة حوالي 30 متراً بينه وبين الطالب من الفصل )أي( من
السنة الثالثة صاحب المركز الثاني. مسافة لا يمكن لأصحاب القدرات
المتساوية إدراكها.
“حتى في النتائج الإجمالية، من المرجح فوزنا. يبدو أنه بزوغ عصر
جديد”
“هل أنت جاد بشأن تغييرها؟ المدرسة أعني”
“لحد هذا الوقت، ليس هناك متعة كافية عندما يتعلق الأمر بمجلس
الطلبة. إنه يحمي التقاليد بكل عناد. على الرغم من أنك تتحدث
بطريقة قاسية إلا أنك دائماً ما تترك شبكة نجاة. قوانين لينة لضمان
عدم حصول أي حالة فصل. أمور كهذه لسنا بحاجة لها أليس كذلك؟
لهذا كل ما سأفعله هو صنع قوانين جديدة. لنظام مدرسة مبني
على الجدارة المطلقة ”
ناغومو قال ذلك وهو يمشي ببطء باتجاه موقعه لاستلم العصا.
مررت العصا لممثل الفصل )أي( من السنة الثانية ناغومو.
بعد ذلك بفترة قصيرة تسلم أيضاً شيباتا العصا بموقع مثالي في
المركز الثاني.
“حسناً ، رائع! اتركوا الباقي لي”
شيباتا بعينين متوقدتين بدأ بالجري للحاق بناغومو.
بسبب رحيل الطلب بيننا، تلقت اعيننا أنا وهوريكيتا- الأخ للحظة.
“إذاً انت العداء الأخير”
“أنا فقط أحل محل شخص مصاب. في الأصل، كان يفترض بأن تكون
أختك في هذا المركز”
“هكذا اذاً، يبدو بأنها تعاني بطريقتها”
حتى لهذه اللحظة فقط، هوريكيتا حلمت بالوقوف إلى جانب أخيها
هوريكيتا مانابو.
حتى لو لم تستطع تبادل الكلم معه، كانت تنوي إيصال مشاعرها
إليه.
“كنت اراقب فصلك وحتى فترة قريبة كنت أظن بأنكم فصل
ميؤوس منه. لكن في سباق التتابع الأخير، لا أستشعر أياً من ذلك
منكم، ما الذي حصل؟”
“من المؤكد أنك تقوم بمراقبتنا. الفصل )دي( من السنة الأولى ليس
شيئاً يجدر بك أن تبدي اهتماماً له ألست على حق؟”
“أنا أبقي اعيني كل الفصول دون استثناء”
“اذا تغير شيء فهو اختك”
“هكذا إذاً …”
ليس امراً مفاجئاً ، قام بالرد بإيجاز بتعابير وجهه المعتادة.
“دعني اسألك هذا. ماذا عنك؟ لا يمكنني استشعار أي عاطفة منك”
“انا نفسي الاعتيادية. ليس لدي اهتمام بهذا المهرجان الرياضي.
يمكنني مسبقاً رؤية النتيجة”
مشاعر طلب الفصل
مشاعر سادو
مشاعر هوريكيتا
ليس لدي اهتمام كبير بأي من ذلك.
لكن لدي فقط هدف واحد.
“لن تتمكن من رؤية ذلك بعد أن تتخرج ولكن… سيصبح فصلنا أقوى”
“ليس لدي أي اهتمام بمستقبل مبني على الافتراضات”
في اللحظة التي نظر هوريكيتا إلى زميله الذي اقترب، أوقفته
بكلماتي.
“في هذه الحالة إذاً، هل أنت مهتم بمعرفة بطبيعة الشخص الذي
أنا عليه؟”
“ماذا؟”
الوقت قد حان الآن ليبدأ بالركض لاستلم العصا لكنه وكما توقعت.
توقف.
“إن أردت، فل أمانع مواجهتك”
“انت حتماً رجل تقول أشياء مبهرة. هل هذا سوء فهم من قبلي؟
حتى اللحظة كنت أظن بأنك تكره البروز وتتجنب اتخاذ أفعال مباشرة.
حتى في هذا السباق ظننت بأنك ستدع الأمور على مجراها حتى
النهاية”
“إذا اخترت ترك فرصة الفوز بالمركز الثاني من أجل ان تسابقني
سأقبل حينها. ولا يحدث كل يوم أن يصطفّ طلب السنة الأولى مع
الثالثة ليتنافسوا جنباً إلى جنب”
في الرد على استفزازي الغير متوقع، الأخ هوريكيتا توقف كلياً
والتفت تجاهي.
“مثير للهتمام”
برد موجز كهذا، لم يقم بأي حركة بعدها. أكثر من تعجب من هذا
الموقف هو العداء الخامس من الفصل )أي( من السنة الثالثة. لقد
بذل قصارى جهده ليسلم العصا لهوريكيتا الأخ ولكنه استلمها وبقي
واقفاً كما هو.
“قمت بعمل جيد”
“هاااه.. . هووه )يلهث(”
طالب السنة الثالثة والذي لا أعلم اسمه رحل في صدمة من سلوك
هوريكيتا الأخ والذي استلم العصا. فشيء كهذا لم يسبق أن حصل
في سباق تتابع.
وبالطبع المراقب الذي لاحظ هذه الحالة الغريبة نظر تجاه هوريكيتا
الأخ
الفصل )أ ي( من السنة الثالثة والذي كان في المركز الثالث، سبقه
متسابق تلو الآخر واخيراً، كوشيدا اقتربت مني.
كوشيدا أيضاً لاحظت هذه الحالة الغريبة ولكنها جرت بأقصى سرعة.
ووصلت بعد عدة ثواني.
“سأقول هذا فقط قبل السباق”
“ماذا؟”
مع اقتراب كلينا من موعد الجري، قلت هذه العبارة الواحدة
“اركض بكل ما لديك–”
للحظة شعرت بأن هوريكيتا الأخ الذي اختفى عن ناظري، ضحك.
في هذه اللحظة، مررت العصا لي .
“أيانوكوجي -كن”
استلمت العصا من كوشيدا، وفي فعل مباشر انطلقت للمام بكل
ما لدي.
في حياتي كلها حتى هذه اللحظة لم اركض مرة بجدية في هذا
العالم الواسع.
الوضع مختلف تماماً بالمقارنة بالوقت الذي كنت استمر في الركض
في تلك الغرفة الباردة اللإنسانية.
ما زلنا في بداية تشرين الأول. والفصل البارد ما يزال بعيداً.
تمتعت بالنسيم البارد.
لا يهمني اللحاق أو تخطي العداء في المقدمة.
في هذه اللحظة كل ما يهمني هو السباق مع الشخص الذي يوجد
في جانبي .
بشق الطريق عبر الرياح، وبالسرعة القصوى، استدركنا المسافة بيننا
وبين العداء الذي يسبقنا .
“لا بد أن هذه مزحة أليس كذلك”
بعدما تم تخطيه، الطالب صرخ بهذا مصعوقاً قبل أن يختفي خلفنا
في الغبار.
لا يمكنني سماع التشجيع ايضاً.
لم يعد للستراتيجية أي صلة.
كل ما تبقى هو المواجه ة شخصاً لشخص مع هوريكيتا مانابو الذي
يجري بجانبي.
وراء المنحنى الأول، وراء الخط المستقيم، وأخيراً للمنحنى الأخير.
حسناً — سأقوم بالإسراع أكثر حتى —
الصيحات التي تمثل الغضب صدحت في الأجواء.
———————————-
“لقد كان هذا سريعاً جداً …..” بعد المسابقة، كارويزاوا قالت ذلك لي
دون أن يكون نظرها تجاهي .
“أليس فقط أن خصمي كان بطيئاً؟”
“لا، لا. هل حقاً تقول هذا بعد رؤية ردود فعل الجميع؟”
“بوضع المزاح جانباً، لم أستطع التغلب على الرئيس، اليس كذلك؟”
“ليس باليد حيلة بشأن ذلك. الشخص الذي كان يجري امامك وقع .”
عندما اقترب كلنا منه في وتيرة مذهلة، العداء أمامي فزع ووقع
فحجب طريقي.
تجنبته، ولكن هذا التأخير البسيط كان كافياً لهوريكيتا الأخ ليسبقني.
لا أعلم ما كانت ستكون عليه النتيجة لولا ما حصل، لكني لا اهتم
حقاً بهكذا أمور. على الأقل. ما انا متيقن منه هو أني قد جذبت
انتباه المدرسة كلها في هذه المسابقة الأخيرة.
العديد ممن انتهوا من الجري نظروا إلي بفضول.
“أيانوكوجي! الست شخصاً سريعاً هل كنت تتحفظ حتى الآن”
سادو، أتى إلي راكضاً، وضرب على ظهري بكل قوته وقد آلمني
ذلك .
“الركض هو نقطة قوتي الوحيدة في كل الأحوال. لكن هذا كان
فوق طاقتي. اظن أن هذا ما يمكن أن تدهوه بقوة هيستيرية”
وليس فقط سادو، بل أيضاً العديد من الطلب كانوا متفاجئين
بركضي وقدموا ونادوا عليّ.
“لكن هذا ما زال لا يفسر الأمر . تلك السرعة.. أعني …. أيها الكاذب”
وهي تجر قدمها قليلً، جاءت هوريكيتا. استخدمت يدها وكأنها نصل
وطعنتني بها في بطني.
“يا رفاق، هذه ليست المعاملة التي يجب أن تعاملوها لجندي قاتل
بأفضل ما يمكن… هذا مؤلم”
بما أن هوريكيتا جاءت إلي، كارويزاوا أخذت مسافة عني كي لا
تشكل ازعاجاً.
ومن بعيد، ساكورا أيضاً كانت تنظر إليّ دون أن تقترب بسبب الحشد
من حولي.
“لو ركضت هكذا من البداية، لكانت الأمور مختلفة. لكن لماذا
أصبحت جاداً هكذا فجأة؟ ستكون محط الأنظار الآن” قالت هوريكيتا
هذا هو الامر تماماً. على عكس هيراتا أو شيباتا، التلميذ المعروفون
مسبقاً بانهم سريعون او سادو الذي كان يبذل كل ما لديه من بداية
المهرجان الرياضي، لم أكن أبذل جهداً يذكر.
هذه الهوة ستسبب تأثيراً بالتأكيد، لكن هذا يعتمد على الطريقة التي
تفكر بشأنها .
ليس من الصعب فعلً جعل الأمر يبدو تلعباً بلئحة المشاركين،
لحجزي حتى الآن وأن التلعبات خلف الستار هي جزء من استراتيجية
هيراتا وهوريكيتا.
هذا فعال خصوصاً تجاه الأشخاص مثل ري ون الذي يحب التفوق على
ذكاء خصومه.
“يبدو انهم سيعلنون النتائج قريباً. فلنذهب”
يبدو بأن النتائج ستعلن في نفس وقت مراسم الاختتام. أنظار جميع
الطلب توجهت نحو لوحة الملحظات الرقمية الضخمة.
“الآن، سنقوم بإعلن نتائج المهرجان الر ياضي لهذه السنة”
على لوحة الملحظات الرقمية تم تقسيمنا على الفريق الأحمر
والفريق الأبيض وبدأ إحصاء النقاط. بدأت الأرقام بالتزايد .
مجموع النقاط المكتسبة من الأحداث الثلثة عشر. الفريق الفائز
هو….
“يفوز الفريق الاحمر” عرضت هذه الكلمات على اللوح مع نقاط
الفريق. كانت منافسة شاقة بشكل لا يصدق ولكن تحالف الفريق
الأحمر قد نال النصر.
“تالياً، سنعلن النقاط الكلّية لكل صف”
ظهرت على اللوح كل النتائج الكلية للصفوف الاثني عشر مقسمة
إلى ثلث مجموعات. لم نعط اهتماماً لنتائج السنتين الثانية والثالثة.
ما كان مهماً لنا هو المركز الذ ي ناله الفصل )دي(.
المركز الأول: السنة الأولى، الفصل ) بي ( .
المركز الثاني: السنة الأولى، الفصل )سي ( .
المركز الثالث: السنة الأولى، الفصل )أي ( .
المركز الرابع: السنة الأولى، الفصل ) دي ( .
“اغغغغ! علمت هذا! لقد خسرنا!”
“توقعت أن تنتهي الأمور هكذا”
كنا مسرورين بفوز الفريق الأحمر، لكن يبدو أننا -طلب السنة
الأولى- قد كنا عائقاً كبيراً على الفريق. ولكنّ هذا كان أمراً لا يمكن
تفاديه وغياب )ساكاياناجي وكوينجي( كان العامل الأكبر في ذلك.
الفصول أ من السنتين الثانية والثالثة نالوا المركز الأول بصدارة
مريحة. والفصول د منهم قد نالوا المراكز الثاني والثالث. وهذا ما
قاد للستقرار .
وللسف، مع أننا فزنا كجزء من الفريق الأحمر، فالفصل )أ ي( من
السنة الأولى قد حل ثالثاً في النتائج الكلية. وهذا يعني خسارتهم
لخمسين نقطة كعقوبة، فيما نخسر نحن من حل في المركز الأخير
مئة نقطة كعقوبة. وبما أن الفريق الأبيض قد خسر، الفصل )سي(
سيخسر مئة نقطة. الفصل )بي( فاز بالمركز الأول بمجموع النقاط
الكلي لذا ينال خمسين نقطة، لكنه يخسر أيضاً خمسين نقطة لخسارة
الفريق الأبيض. ليس من بين الفصول من فاز فعلً .
الجميع كان منهكاً جداً. وعلى الرغم من أننا بذلنا قصارى جهدنا، فقد
نقصت نقاط فصلنا. بالطبع الطلب الذين فازوا بمسابقات فردية
سينالون أفضلية في الاختبارات المستقبلية، أي أن المهرجان
الرياضي لم يكن بل أي فائدة 0
“أخيراً سنعلن قائمة أفضل لاعب من كل سنة” ا لترجمة الصحيحة
ليست أفضل لاعب بل أكثر اللعبين قيمة لفريقه ولكن هذ ه هي
الترجمة المتعارف عليها
كان هذا -على الأغلب- الجزء الذي يتطلع إليه سادو. في حال نال
المركز الأول، من المرجع أن تمل الابتسامات وجهه، باعتبار انه سيمنح
إذن مناداة هوريكيتا باسمها الأول .
ولكن، كلمات تقول “أفضل لاعب في السنة الأولى: شيباتا سو”
ظهرت على ال لوح الالكتروني .
“غاااه! علمت ذلك” صرخ سادو 0 شيباتا نال بثبات المركز الأول أو
الثاني في كل من الأحداث.
سادو حل في المركز الأول في كل المنافسات الفردية التي شارك
بها، لكن لا بد أن غيابه قد أثر بشكل كبير على النتيجة. وخسارتنا في
مسابقة كبيرة كسباق التتابع كانت جزءاً كبيراً من هذا أيضاً.
ظل سادو ينظر محبطاً إلى اللوح الالكتروني حتى بعد انتهاء مراسم
الاختتام.
“لم تنل المركز الأول على السنة الأولى سادو-كن. أنت تذكر وعدنا،
صحيح؟” قالت هوريكيتا.
“تفانيك مذهل!” ضحكت هوريكيتا قليلً وكأنها تغيظ سادو .
“نسيت أن أخبرك شيئاً. لقد دفعت بهذه الشروط علي، فكانت
الشروط من جانب واحد، ولم أذكر أبداً إن كان لي شروط عن
نفسي”
“ماذا تعنين؟”
“لو نلت المركز الأول، لناديتني باسمي الأول. أليس من الطبيعي أن
يكون لي طلب في حال لم تنجح بذلك.”
“أعتقد ذلك”
“إذاً سأعطيك عقوبة لأنك لم تحقق ذ لك. يمنع عليك استخدام أبداً
استخدام العنف بدون سبب مبرر. هل تعد بذلك؟”
“هذه عقوبتي، أليس كذلك؟ أنا أعد بذلك”
“وبالطبع، لست أنت من يقرر “السبب المبرر”، هذا راجع إلي أو لطرف
ثالث”
سادو قبل هذا الشرط بطاعة. يبدو انه أدرك مدى طيشه وقرر أن
يتصرف بنضوج أكثر.
هوريكيتا التفتت وبدأ تمشي بالرحيل، وتوقفت بعد ذلك .
“أوو، تذكرت، خلل المهرجان، لم أرقً لتطلعات الجميع أيضاً” أضافت.
“هاا!؟ هذا بسبب إصابتك. لم يكن بإمكانك فعل شي حيال ذلك” رد
سادو.
“حتى مع ذلك، لا يمكنني مسامحة نفسي. يجب أعاقب أيضاً. إذاً
يمكنك مناداتي باسمي الأول إن أردت، لا أمانع ذلك”
“هاا!؟ ماذا؟”
“هذه عقوبتي”
هذه كانت التسوية التي قررتها هوريكيتا .
“على الرغم من أننا حصلنا على المركز الأخير، إلا ان لدي تطلعات
للمنافسات القادمة بفضلك، أنا ممتنة بصدق”
سادو حك أنفه بخجل، كأنه يلوم شمس المغيب على حُمرة خديه.
ومع صرخة عالية، رفع كلتا يديه تجاه السماء .
“المهرجان الرياضي هو الأفضل! إنه الأفضل، سوزوني!”
“أنا سعيد لأجلك سا دو”
“أجل!”
“أسف للمقاطعة أثناء احتفالكم، ألديك دقيقة؟”
شخص سأل ونحن عائدون إلى المدرسة.
كانت فتاة هادئة ذات وجه بارد لا يظهر تردداً. لا اعلم اسمها، ولكنها
طالبة من الفصل )أ ي(، رأيتها في مسابقة “معركة الفروسية”.
“أتمانع أن تأتي معي بعد أن تنتهي من تبديل ملبسك؟”
“لماذا أنا؟” سألتها.
“لأن لدي ما أحدثك بشأنه. في تمام الساعة الخامسة اذهب على
البوابة الأمامية”
“هيي، أيانوكوجي. ما الذي يحدث؟” قال سادو
“ما هذا !؟”
للحظة، تخيلت أن يقود هذا الطلب لشيء رومانسي كاعتراف بالحب.
لكن بأي حال لم آخذ هذا الانطباع من هذه الفتاة على الاطلق.
“هيي، ماذا تعنين؟” سألتها. لكنها غادرت دون أن تعيرني انتباهاً.
“ما كان هذا؟ هل أتى ربيعك أنت أيضاً؟” سأل سادو.
“لا يبدو لي أن هذا ه و الحال”
“أعني، هنالك فرصة بأن هذه الفتاة وقعت بحبك تركض بمركز العداء
الأخير ”
“بحق ال…” تأففت.
بعدما بدلت إلى زيي المدرسي في غرفة تغيير الملبس، عدت إلى
الفصل. هوريكيتا أيضاً مرتدية زيها الآن، دخلت الفصل بعدما دخلت
ببرهة وجلست إلى جانبي .
“هذه المرة لقد هز منا على العلن وبالكامل”
ومع هذا لم يبدو عليها الحزن وهي تقول هذا.
“لكن أشعر أنني نموت )من النمو( اليوم. لم أتخيل أن يأتي يوم
وأتغذى من فشل، لكن …. هذا ما أشعر به حقاً”
“هكذا إذاً، هذا جيد، صحيح؟”
“هذا الفصل سيغدو أقوى. حينها حتماً سنصعد إلى مراتب الصفوف
الأعلى” ردت هوريكيتا
“لأصدق القول، هذا التفاؤل يفزعني نوعاً ما. هذا ليس من طبعك”
“أظن ذلك. هذا مختلف. أليس كذلك؟” أبعدت نظرها بخجل.
“سنواجه الكثير من التحديات. وهناك أيضاً مشاكل يجب الاعتناء بها.
لكن أفترض أن أول ما علي فعله هو أن أجثو على ركبتيّ”
“على ركبتيك؟”
عبارة أثارت قلقي، لكن هوريكيتا لم تشرح الأمر أكثر.
“ليس لهذا علقة بك. شكراً على اليوم” أضافت.
—————————————-
]المتحدث هوريكيتا.[
بدأ الطلب المنهكون من المهرجان بمغادرة الفصل واحد تلو الآخر،
ولأن لا نشاطات نوادي اليوم، سادو -كن غادر وهو يدردش مع
اكي-كن والآخرين .
لا بد أن أيانوكوجي -كن في طريقه للعودة أيضاً، باعتبار أنه قد نهض
من مقعده بسرعة. نظر إلي وربما كان يشعر بالفضول لما أنوي
فعله.
“ألن تعودي بعد؟” سأل
“هذا صحيح. أنا….. حسناً، لدي بعض الشؤون البسيطة التي علي
الاهتمام بها” أجبت
“إنك تعودين مباشرة في عادةً. هذا ليس اعتيادياً منك”
“هذه الأمور قد تحدث. شكراً لك على كل شيء.” أخبرته.
“أجل طبعاً. أراكِ غداً”
366
الجميع غادر الغرفة واحدً بعد الآخر. وقبل أن أدري كنت الشخص
الوحيد المتبقي. كنت متجهزه للرد على ري ون-كن. خلل المهرجان
الرياضي، جعلني أرقص في كف يده )تلعب بي تماماً (. وفي
الوقت الذي أدركت فيه ما يحصل كان الأوان قد فات. مع عدم
وجود خطط مناسبة للرد، هُزمت تماماً.
لكن شعرت بالبهجة بطريقة ما. وشعرت أيضاً بأني سحقت بالكامل.
أدركت بأني مثيرة للشفقة أكثر بكثير مما كنت أتخيل، وشعرت بأن
علي أن أشكر ريون- كن لتعليمي ذلك .
“آسف لجعلك تنتظرين هوريكيتا- سان. علقت بالحديث مع صديقة”
كوشيدا عادت للفصل، ضامة يديها سوياً بهيئة اعتذار.
“لا بأس. ما زال لدينا بعض الوقت قبل الموعد. هل ذهبنا؟” سألت
———————————
“لم تهربِ إذاً سوزوني. لقد أتيتِ”
“لو أني هربت لكنت حقاً لا أمل مني. سوف أواجه مشاكلي
بنفسي”
“لديك قلب قويّ. أصبحت امرأة أفضل مما كنت من قبل”
لم يسعدني سماع ذلك منه
“قبل أن نتحدث لمَ لا نضع نهاية لهذه التمثيلية كوشيدا -سان” سألتُ.
“هاه؟ تمثيلية؟ ما الذي تقصدينه بهذا؟” ردّت
في وقت لونت فيه شمس المغيب بناء المدرسة، حدقت إليها.
“إن كنت تنوين التظ اهر بأنك شخص جيد، فل أهتم. لكنك لستِ.
أليس كذلك؟ أنت قد سربت المعلومات. وهكذا تمكن الفصل )سي(
من فعل ما فعلوه. لهذا أنا هنا الآن، هكذا، مع ري ون-كن، أأنا على
خطأ؟”
“هيّا الآن، ممن سمعت هذا؟ هيراتا-كن؟ أيانوكوجي-كن؟”
“ليس من أحدهما. هذه ظنوني أنا بهذا الشأن. لم يمكنني التخلص
من عدم الارتياح الذي أشعر به. ري ون -كن هو الوحيد هنا الآن. ألا
تظنين أن نختصر الأمر ونواجه بعضنا؟”
“نواجه بعضنا؟ ماذا تعنين؟”
“بالرجوع إلى بداية الفصل الدراسي الأول، رأيتك تحاولين إقناع
كوينجي-كن بالتخلي عن مقعده في الحافلة. لأكون صادقة، لم
أتعرف عليك وقتها. لكنني بعد ذلك مباشرة، تذكرت”
نظرت في عين كوشيدا وأنا أكلمها. إذا كانت تعمل مع ري ون-كن،
فستبقى تتآمر ضدي. السبب الوحيد بأنها لم تتصرف بطريقة مباشرة
أكثر هو أنها لم تظن أن عليها ذلك .
“كوشيدا كيك و- سان، لقد ارتدت المدرسة المتوسطة ذاتها التي
ارتدها أنا ” قلتُ
للمرة الأولى على الاطلق، رأيت تعابير وجهها تتغير، بعدها ابتسامة
أخرى ارتسمت عليه.
“طبعاً تتذكرين. أنا كنت طفلة المشكلت، أفترض” ردت كوشيدا-
سان. وجهت نظرها للسفل بصمت.
“لا أظن هذا صحيحاً بالكامل. لم تكوني طفلة المشكلت. الجميع
وثق بك، كما يثق بك الفصل )دي( الآن. لكن ”
“هل توقفت رجاءً؟ توقفي عن ذكر الماضي.”
“أظن ذلك. لا معنى من الحديث عن أمور قد حدثت في الماضي”
رددت. ري ون -كن ابتسم وهو يستمع إلى محادثتنا، وكأنه يستمتع
بذلك .
“إذاً انت تدركين ما أسعى إليه، صحيح؟ تدركين ما الذي أريد فعله؟”
سألت كوشيدا.
“أجل. أدركت مسبقاً ما تريدين. تريدينني خارج هذه المدرسة. لكن ألا
تأخذين مخاطرة كبيرة بهذا؟ إذا كشفت الحقيقة ستخسرين شعبيتك”
“أنا أم هوريكيتا-سان؟ من الواضح من منا المحبوب أكثر. يمكنك
القول بأني شخص محيط بحظوظه”
“حتى لو لم يصدقني أحد. سيبقى ه نالك شكوك. لا يمكنك نكران
بأننا ارتدنا المتوسطة ذاتها”
“أظن بأنك محقة. لكن إن أخبرت شخصاً بشأني، سأجر الأخ الذي
تحببينه وتحترمينه إلى هذا”
تجمدت في مكاني لا إرادياً عندما سمعتها. هذا كان الدفاع الأمثل
معي. لم يكن هنالك ولا حتى طريقة واحدة لاختراقه. ولكن على
أي حال، كوشيدا- سان لم تستطع اتخاذ أفعال بسهولة، أيضاً. إذا
أدخلت أخي في هذا، فتعلم أنّ لن يكون هنالك ما أخسره حينها،
وسأفعل أي شي في يأسي. لهذا السبب بالتحديد خرجت بهذه
الاستراتيجية لطردي خارجاً.
“ألا يمكنك تجاهلي بكل بساطة؟ تعلمين بأني لا أتدخل فيما لا
يعنيني ولا أحشر أنفي في شؤون الآخرين. صحيح؟” سألتها
“للآن لا يوجد ضمانة للمستقبل. أريد لكل من يعلم بماضيّ أن
يختفي. لكي أكون أنا. وإلا سأكون في مأزق” ردت
“بما أن ري ون -كن رأى وجهك الحقيقي، ألا يجعله ذلك عدوك ايضاً؟”
سألتها
“أجل. أظن هذا. اعتماداً على الظروف” أجابت. كانت حركة جريئة بما
أنها وري ون-كن من المفترض أن يكونوا حلفاء.
“هيه هيه. يا لها من امرأة داهية. أظنني قررت العمل معك لأني
أحب هذا الجانب من شخصيتك” ري ون – كن صهل)من ص وت الخيل
الصهيل(.
371
“دعيني أخبرك أمراً واحداً هوريكيتا-سان. سأجعل المدرسة تفصلك.
حتى لو اضطرني هذا لعمل صفقة مع الشيطان. لذا فليكن ما كان”
قالت كوشيدا- سان هذا. ومشت وتجاوزتني ووقفت بجانب ري ون-
كن .
“كم هذا مؤسف سوزوني. تمت خيانتك من قبل حليف جدير بالثقة ”
“سبقتني بخطوة هذه المرة ري ون-كن. لا . على القول بأنك كنت
تسبقني بخطوة لفترة من الزمن. الاختبار على السفينة، الاختبار الذي
كان على الجزيرة، وحادثة سادو-كن… لقد استمريت بالخسارة
والخسارة” أخبرتهم. الكلمات خرجت من فمي بسلسة وبدون أي
تردد.
“إذاً أظن أن وقت الكلم انتهى. سأخبرك بهذا على كل حال:
اصطدام كينوشيتا بك كان حادثاً بالكامل. لم يكن لديها دوافع
مخفية ولم تنوِ أذيةً. وهذا ما حصل”
“ربما يكون هذا صحيحاً. لا يوجد أدلة، لذا من الواضح أن يتم تصويري
على أني المعتدية. لكن دعني أقول هذا: أنت كنت خلف الحادثة.
انت أمرت كينوشيتا -سان لتحرص على أن أقع. أنا واثقة بذلك”
“أنت تتوهمين” أجاب
“لا أهتم إن بدوت أتوهم. لكني أرغب بسؤالك: لما فعلت ذلك”
“هذا جزء من عملية طويلة لجعلك تجثين)لإخضاعك(” ضحك ري ون في
متعة
“قبل المهرجان الرياضي، جعلت كوشيدا تضع يديها على جدول
المشاركة الكامل للفصل )دي(. ووضعت الأشخاص المناسبة في
الأمكنة المناسبة لضمان تطابق المنافسين وقطفت الفوز. هذا ليس
كل شيء طبعاً. بحثت بعمق الفصل )أ ي( أيضاً” أضاف
“قيادة مذهلة. لقد هزمت كلينا” رددت. على الرغم من أنهم انتهوا
خلف الفصل )بي( في المجموع الكلي، لكن لا شك بأن الفصل
)سي( قد قاتل جيداً.
“لكن ألم يكون بإمكانك الفوز بكفاءة أكبر؟ لسحقي استعملت في
مواجهتي اثنين من أفضل الطالبات عندك، وأصيبت إحداهما
وانسحبت أيضاً. هذا غير مفهوم”
“أردت سحقك. هذا سبب كاف. لم يكن لدي أي اهتمام بالفوز
بالمهرجان الرياضي” أجاب
“ولكن استراتيجيتك أيضاً اعتمدت على الحظ. من حسن حظ أنك
عندما أمرت كينوشيتا-سان بأن توقعني صدفتان أنقذتاك. واحدة،
هي أني لم أقدر على المشاركة بعدها، والثانية أن كينوشيت ا-سان
آذت نفسها. لم يكنك التخطيط لهاتين الحادثتين” أخبرته.
هذا ما جعل عالمي ينهار. لو أن كينوشيت ا أصيبت إصابة بسيطة، لما
وصل الأمر لما هو عليه من الجدية.
“إصابتك كانت مصادفة، أجل. لو أن كينوشيتا هدفت عمداً لإصابتك
لكان هذا واضحاً. لهذا جعلتها تتدرب بحرص على ضرب خصوم
وإيقاعهم وجعل ذلك يبدو طبيعياً تماماً”
ماذا تطلب الأمر لجعلها تطيعه إلى هذا الحد؟
“في الحقيقة، بخصوص إصابة كينوشيتا ، أتظنين حقاً أنها كانت
حادثةً؟”
“هاه!؟”
“لقد وقعت فعلً، لكن إصابات خطيرة كهذه لا تحدث بمجرد أن تقع
أرضاً. لذا جعلتها تدعي الألم وتخرج من المهرجان الرياضي. وقبل أن
تخضع للمعالجة، قمت بإيذائها بنفسي. هكذا”
داس على الأرض بكل قوته. وصدح الصوت في القاعة.
“أنت آذيتها؟” سألته
“وافقت عندما أخبرتها بأني سأدفع لها 500,000 نقطة. قوة المال
مخيفة أليست كذلك؟”
إذاً لقد قرر منذ البداية بأن تصاب كينوشيتا إصابة بالغة. مخططاته،
وقدرته على تنفيذهم، كلهما كان مخيفاً. قد يفعل أي شيءٍ بغرض
الفوز . لكني كنت مندهشة بأن يتكلم بانفتاح عن ذلك .
“هل لا بأس بأن تثرثر بهذا؟” سألته
“ماذا؟”
“لو أني كنت أسجل اعترافك، ماذا كنت ستفعل؟” وأنا أسأله ذلك
أخرجت هاتفي.
“هل خرجت بهذه الخدعة الآن؟”
“راهنت بكل شي على ذلك. مع هذا، أنا متفاجئة بانك أخبرتني بكل
هذا” ضغطت على زر وشغلت التسجيل في زمن معين.
“قبل المهرجان الرياضي جعلت كوشيدا تضع يديها على قائمة
المشاركين الكاملة للفصل دي ”
“إذا وجهت شكوىً عليّ أو طلبت مني دفع نقاط أو أن أحني
رأسي أمامك، سأستخدم الدليل الذي أحمله بيدي الآن. إن فعلت
فمن منا سيكون في ورطة” سألت.
“مااذ ا” ابتسامة ري ون-كن اختفت للمرة الأولى. خذلته كلماته.
“سوزوني…أنت….”
“لا أريد التسبب بالمشاكل. لذا أود أن أحل الأمور”
“هيه هيه ها ها ها ها” ري ون -كن فجأة انفجر ضحكاً.
“أنت حقاً امرأة مسلية، أتدرين ذلك؟ قلت ذلك منذ البداية، ألم أفعل؟
محتوى محادثتنا هو خيال بالكامل. كنت أسخر من أوهامك فقط.
كل ما فعلته هو توقع القصة التي قمت بتأليفها في رأسك” أجاب
“يمكنني محو الجزء الذي تقول فيه أن ذلك وهم وأعدل التسجيل ألا
يمكنني؟” سألت
“في هذه الحالة علي فقط تسليم التسجيل الأصلي. وهكذا لن
يكون هنالك مشكلة على الإطلق. ” ري ون-كن مبتسماً وبجرأة اخرج
هاتفه من جيبه
“هل تعلمين ما هذا؟ التسجيل الصوتي الكامل، من البداية حتى
النهاية. في الحقيقة لقد سجلت فيديو”
وهو يقول ذلك، وجه الكاميرا في اتجاهي. كان هذا ضماناً موثوقاً
أكثر من الصوت. ريون-كن قد توقع سلفاً بأني سأحاول المراهنة
بكل شي على حركة أخيرة .. وهذا يعني كنت في مأزق لا يمكن
الخروج منه.
“إذاً هل تقرين سوزوني؟ هل تقرين بحقيقة هزيمتك أعني؟”
كوشيدا-سان أيضاً ابتسمت بجرأة الآن. لقد تفهمت كم كنت حمقاء.
ري ون لم يكن من نوع الخصوم الذي بإمكاني هزيمته باستراتيجياتي.
انتهى أملي الأخير بالإخفاق .
“ارمِ بكبريائك واجلسي على ركبتيك، سوزوني. ”
ركعت قليلً. “فهمت ذلك…. أنا أعترف…”
صوت غريب صدر من هاتف ريون-كن، الواقف امامي. ظننت أنه لن
يعيره انتباهاً، لكن لسبب ما نظر إلى الشاشة.
تصلب وجه ريون-كن للحظات. بدأ يركز على الهاتف دون أن ينظر
إلي. ممازجاً بأصوات متعددة سمعت تسجيلً صوتياً
“أنظروا، سنقوم بنصب فخ لهوريكيتا سوزوني. لا يهمني ما يلزم
لسحقها بالكامل. لدي خطة في عقلي. سأريكم شيئاً مثيراً”
كان هذا صوت ريون-كن. كل كان هذا من محادثة سابقة؟ في
التسجيل خاض بتفاصيل ما شرحه لي بتبختر منذ لحظات.
سمعت صوت ايبوكي-سان. بدت وكأنها تقاطع ري ون-كن:
“اسمع، أنا لا أقلل من استراتيجيتك، لكن أعطني فرصة مواجهة
هوريكيتا”
صوت ري ون مجدداً “اركضي باتجاه سوزوني خلل سباق العوائق
واصطدمي بها 0 افعلي كل ما يلزم لإسقاطها. بعد ذلك سأقوم
بإيذائك وإصابتك بنفسي وسأحصل لك على المال منها”
لم أعلم ما هذا الذي يحدث أمامي الآن.
“ما الذي يحدث ريون-كن ما أمر هذا التسجيل؟” كوشيدا في
استغراب.
“فهمت، فهمت. فهمت . فهمت الآن! هيه هيه! أليس هذا مثيراً؟
أتعلمين ما يعني هذا كيك و؟ هنالك خائن في الفصل )سي( أيضاً. لم
يجعلك ترقصين على كف يده أنت وسوزوني فقط، بل أنا أيضاً. هذا
الشخص توقع كل شيء، بما في ذلك خيانتك وتقهقر وتحطم
سوزوني. ها ها ها! كم هذا مثير! الشخص الذي يتحكم بخيوط
الأمور من الخفاء مذهل! بل الأفضل! ”
ري ون-كن ردّ بشعره إلى الخلف مع ضحكة صاخبة.
“لقد تم استغللك كيكو. توقع أن تخوني فصلك وتسربي قائمة
المشاركين. لقد قرأنا وكأننا كتاب مفتوح”
“من قد يك ون مسؤولاً عن هذا؟ أيمكن أن يكون أيانوكوجي-كن؟
لم أظن أنه سريع هكذا أيضاً” قالت كوشيدا -سان.
“حسناً، إنه مشتبه واحد، لكنني لن أرسم استنتاجات الآن. شخص
استطاع الحصول على هذا التسجيل من دون ترك أثر خلفه. سوزوني
وأيانوكوجي وحتى اعتماداً على الظروف ربما هيراتا أيضاً كانوا
حيث كانوا لأن شخصاً وضعهم وكان يتحكم بهم كالدمى. سأحقق
بعمق في هذا. فشلت في الحصول على نقاط من سوزوني أو
حتى جعلها تجثو على ركبتيها، لكنني سعيد بما حصلت عليه”
لا مجال للشك. لم أعلم كيف فعلها، لكنه استخدم شخصاً من الفصل
)سي( لتسجيل استراتيجية ري ون -كن. ما رأيته يفعله في سباق التتابع
أمام أخي كان أمراً غير مفهوم على الإطلق أيضاً. لم يكن من عادته
لفت الانتباه لنفسه بهذه الطريقة، لكن هكذا علمت أن هذا لا بد أن
يكون صحيحاً. العقل المدبر لا بد أنه أيانوكوجي-كن.
“إذاً، لقد انتهى هذا للآن، من أرسل هذا البريد من المرجح ألا
يستخدمه ضدي أبعد من هذا” قال ريون-كن.
“هل لا بأس بهذا حقاً؟ ماذا إن هددك بهذا التسجيل؟” سألت
كوشيدا-سان.
“لو كان لديه نية تسليمه للمدرسة، لقام بذلك مسبقاً. لم أستطع
جعل سوزوني تجثو على ركبتيها، لكنني حققت نصف ما أردت. كان
عرضاً جيداً ”
بعد ما ارتديت زيّي الرسمي، ذهبت إلى البوابة الأمامية كما وعدتُّ.
كما قالت، الفتاة كانت بانتظاري.
“أردتِ التحدث معي بأمر ما؟”
“اتبعني”
“أتبعكِ إلى أين؟”
“المبنى الخاص”
بدأت الفتاة بالمشي دون أي تفسير آخر. وصلنا إلى الطابق الثالث
من المبنى الخاص، واحد من أماكن قليلة حيث لا وجود لكاميرات
مراقبة.
“ماذا بالتحديد ”
الفتاة أخبرتني أن أنتظر ومشت لوحدها. اتجهت نحو الزاوية
وهمست، “أيمكنني أن أعود الآن؟”
“أجل، عمل ممتاز ماسومي-سان. سأعتمد عليك مجدداً في
المستقبل”
“أجل” ماسومي أومأت برأسها ورحلت. صاحب الص وت ظهر أمامي
ببطء. يحمل عصا اتّكاء بيد، نظرت إلي بنظرة باردة.
الفصل )أ ي( من السنة الأولى …. ساكاياناجي.
“أردتِ رؤيتي؟”
لم تجب ساكاياناجي. للحظات وفي صمت هي وأنا حدقنا ببعضنا
البعض. مبنى المدرسة بدا يغمره الظلم.
“لفتَّ الكثير من الانتباه في سباق التتابع الأخير أيانوكوجي
كيوتاكا-كن .” هذا كان كل ما قالته.
“أوو آسف هلّ أرسلت رسالة صغيرة؟ هناك شخص في انتظاري”
رددت .
“تفضل. ” ساكاياناجي ابتسمت ولم يبدُ عليها أي استياء.
أرسلت الرسالة التي قمت بتجهيزها في هاتفي. “إذاً هل أفترض
بأنك من دعاني هنا؟”
“أجل. ”
“بعد رؤيتك تجري تذكرت أمراً. دعوتك هنا لأني أردت مشاركة
الصدمة التي شعرت بها معك. هذا تقريباً كبناء المقدمات قبل
الاعتراف الرومانسي ألا تظن ذلك؟”
” أنا حقاً ليس لدي أدنى فكرة عما تتكلمين عنه”
طرق طرق ساكاياناجي الممسكة بالعصا مشت إلى جانبي.
“مر وقت طويل أيانوكوجي-كن. ثمان سنوات و 243 يوماً في
الحقيقة”
“أنت تمزحين، صحيح؟”
“هيه. لا أظن لا. في النهاية أنا من يعرفك فقط )معرفة من طرف
واحد(”
طرق طرق
صوت طرق العصا بدأ يخف شيئاً فشيئاً. ماذا كان هذا؟ قررت بأن
الأمر هنا انتهى قد انتهى والتفت لأغادر بعيداً عن ساكاياناجي.
“الغرفة البيضاء” قالت ساكاياناجي .
توقفت متجمداً في مكاني بعد سماع كلمتين بسيطتين. لقد صدعوا
كياني .
“هذا غير سارٍّ صحيح؟ عندما فقط خصمك من يعلم سرّك”
“أنتِ ”
“هذا لم شمل. وأنا فقط أردت أن اتوجه إليك بتحية ملئمة. ”
لم شمل؟ أبقيت ظهري باتجاه ساكاياناجي ولكن التفت ونظرت
إليها. لم أرها من قبل. لم أتذكر هذه الفتاة على الإطلق ولم أفقد
ذكريات من ماضيَّ قابلت ساكاياناجي للمرة الأولى في هذه
المدرسة. لا جدال في هذا.
“أوه.. لا بأس تماماً بألا تعرفني. لكني أعرفك. يمكنك القول أن لدينا
شيئاً من رابط غريب بيننا. أن اجتمع بك في مكان كهذا….. لأكون
صادقة لم أظن ابداً أني سأراك مجدداً. لكن الآن كل الغموض قد
اتضح. الجزيرة والسفينة وجلبة الطرد من الفصل )دي(. لم اتخيل أن
كل هذا من عمل هوريكيتا سوزوني. إذاً أنت من كان يدير الأمور”
“ما الذي تتكلمين عنه؟ هنالك العديد من الأشخاص الأذكياء في
فصلي” رددت. كان لا بد لي من الحفاظ على هدوئي. لا بد لي من
اجتياز هذا دون هلع. سيكون لدي الوقت في التفكير بهذا لاحقاً .
“عندما تقول أشخاصاً اذكياء، هل تشير إلى هوريكيتا سوزوني-سان،
أو ربما هيراتا يوسكي-كن؟ في الحالتين، بنا أني أعلم الآن من
تكون، فأظن أنه لا يهمني من يكون أي شخص سواك” ردت.
من الواضح أنها لم تكن تكذب. هي تعرفني حقاً.
“اهدأ رجاءً، ليس لدي أي نية بإخبار أي أحد بشأنك في الوقت
الحاضر”
“ألن تكون الأمور أسهل إن فعلتِ؟”
“لا أريد لشيء أن يعترض طريقي. أنا الشخص الأمثل لدفن عبقري
مخادع”
طرق. بدأت تطرق بعصاها النحيلة على الأرض باستمرار .
“وجدت بعض المتعة في حياة المدرسة المملة هذه”
“هلّ سألتكِ أمراً آخر؟”
“تفضل أرجوك. يشرفني أن تتوجه لي بالسؤال. إن أحببت أن تعلم،
فانا سعيدة لإخبارك كيف علمت بشأنك”
“لا أنا لست مهتماً بذلك. هناك أمراً واح د أريد معرفته”
تلقت أعيني وأعين ساكاياناجي.
“أيمكنك دفني؟”
“هيي هيي!” ضحكت ساكاياناجي ضحكة صغيرة بينها وبين نفسها
وابتسمت مرة أخرى.
“آسفة للضحك لم أنوِ إهانة. أعلم جيداً كم أنت مذهل. كنت أتطلع
لهذا. سأحقق أمنيتي الأغلى بتدمير التحفة الأعظم التي صنعها
والدك أبداً”
أردت ذلك أيضاً. دماري هزيمتي والذي يعني هزيمة ذلك
العجوز.
أردت الدمار لهذا التناقض الحزين الذي أحمله في داخلي. تمنيت هذا
من أعماق قلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى المجلد 5، شاركنا آراءك حول المجلد بالتعليقات ولا تنسى ان تتأكد من أنك تتابع الرواية على موقعنا.