شروق - 4
الفصل 4 : اضطراب
كانت العودة الى المنزل تلفحني بمشاعر و أحاسيس مختلفة عن العادة لم اكن يوما بهذا المستوى المتدني من الحماس بل بالعكس كنت سأطير فرحا كلما انتهى اليوم و بسلام لأعود الي المنزل المكان الوحيد الذي يمكنك أن تتصرف فيه على طبيعتك دون ان يلومك أحد
ولكن أرغب فقط بالخروج هذا الاحساس بالضيق يمنعني من البقاء .
أخذت هاتفي و سماعة الأذن خاصتي و استأذنت للخروج قليلا .
كنت املك مكانا خاصا بي فوق سطح المنزل استعمله كملجئي الخاص منذ الطفولة لذلك لم يكن علي التفكير كثيرا في وجهتي .
وضعت بعض الاغاني الجميلة التي أسمعها عادة و لطالما كانت سمفونيات بيتهوفن الأفضل و خاصة سمفونية ” فور اليزا ” تغرق معها داخل كيان بحرك المهتاج .
ترددت قليلا لم اكن اتوقع أن ارسال رسالة سيكون صعبا لهذه الدرجة . و تنهال عليك التساؤلات من كل جهة بعد ذلك ، هل ستجيبني ؟ ماذا علي القول ؟ فيما يجب علي ان أتحدث ؟ لذا كل ما عليك هو الاستسلام فقط اترك الهاتف و ارتمي جانبا و لكن هذه ليس من عاداتي اذا ما عزمت على فعل شي ما فسوف أفعله
ذهبت الى قسم المراسلة و كتبت
” أهلا كيف حالك انت متعبة صحيح ؟ ولكن ما رأيك بالرحلة هل استمتعتي ؟ ”
هل كان من اللازم ان اكتب كل هذا ! لا يهم يبدو انني كنت متوترا فقط و لم اعقد امالا كبيرة بالحصول على اجابة و لكن في النهاية لم احصل عليها فعلا
ألم اخبركم بهذا من البداية يبدو انها غير مرتبطة بالتكنولوجيا تماما لا افهم كيف يمكن لشخص في هكذا عصر أن يعيش بهذه الطريقة
أيضا لا يبدو ان عائلتها فقيرة حتى نقول أنها لا تستطيع شراء هاتف ، لا دخل لي في هذا الأمر و لكن فقط انه غريب .
صحيح انها منعزلة عن الجميع او الأصح ان الجميع يعزلونها عنهم و لا يرغبون بمصادقتها و ليست هي . انها فتاة عادية تماما . ان كان هناك خطب ما فسيكون ………………….
لا أعلم حقا عقلي لن يستطيع اسعافي في هذه المسألة و لكن ماذا لو قمت بسؤالها عن الأمر ، سأحاول غدا .
بعض الهواء المنعش كان كفيلا بتحسين مزاجي لذلك قررت النزول ينبغي ان انام قليلا و اذا ما كنت أتذكر بشكل جيد فأظن أنه لدينا اختبار غدا . فقط سأقوم بمراجعة ما درسناه في الصباح .
انا لدي قدر لا بأس به من الذكاء 🤠 فقط في الدراسة اما على الجانب الاجتماعي و في الحياة عامة انا أتمتع بقدر لا متناهي من الغباء في التواصل مع الآخرين و لكن احاول جاهدا اخفاء ذلك 🤡 لا اريد أن يعرف أحد بهذا الامر فقط المقربين و الذين يمكن عدهم على الأصابع
لا اريد ان أظهر غبائي امام فيفيان حقا و لكن عاجلا ام آجلا سوف تعلم بهذا . لذا لا مهرب لدي سوى الاستعداد لتلك اللحظة .
اتى الصباح في رمشة عين تبا لهذه الحياة الا يمكن ان يفصلوننا جميعا و نرتاح من هذا الأمر .
هذه الاحاسيس الغبية و هذه الأقوال لا تأتيك الا في الصباح و لكن بجدية لماذا علينا ان نبدأ الدراسة على الساعة الثامنة الا يمكن ان نرتاح اكثر
حسنا كل شيئ ينبغي أن يسير على ما يرام ، الحافلة كالمعتاد و أخيرا تجد نفسك داخل القسم و تستعد لاجراء اختبار . ما هذه المأساة ! ألا ينتهي هذا الأمر ابدا و ……….. تبا لماذا تبدو جميلة لهذه الدرجة اليوم
كيف يمكنني ان أركز على الامتحان و هي تجلس بجانبي .
أظنني انني فوت الأمر سابقا و لكننا أصبحنا نجلس في نفس الطاولة . متوحدين يجلسان تبدو هذه علاقة مثالية ياللروعة
” صباح الخير ”
” اه اهلا كيف حالك هل انت مستعدة للاختبار ربما يكون صعبا قليلا و امن انا متأكد من انك ستتمكنين من اجتيازه لديك مستوى عال من الذكاء و لا تقارنين بالآخرين ….”
” آه نعم ”
ياااه الهذه الدرجة أصبحت حالتي سيئا يا رجل لقد قالت فقط صباح الخير مالداعي لقول هذا الكلام
” احممم تفضلي ” حاولت اصلاح ما افسدته ثرثرتي .
وعلى ذكر هذا هذه طبيعتي الحقيقية انا اثرثر كثيرا في العادة و لكن لا افعل ذلك سوى في المنزل لذا لا أحد يعتمد علي في القيام بأي شيئ
و لكن لا يمكنني فعل هذا هنا لانه عندها سيصبح الأمر خطيرا و ما فعلته لبناء صورتي وشخصيتي سوف يضيع هباءا
مالسبب في ما يحصل لي ؟ لا اعرف بسرعة علي ان أفهم ما يحصل
لقد مضت 3 أشهر منذ بدأ هذه السنة الدراسية و منذ تعرفي على فيفيان هل يجب ان أتغير لهذه الدرجة من دون سبب ؟
هذا الامر يلزمه الجلوس في مكان هادئ و التفكير فيه
ولكن لانتهي من هذا الاختبار الآن هذه المسألة الأهم في الوقت الحالي على الأقل يجب ان أحافظ على مكانتي في الفصل 😐
بعد نهاية الاختبار و مع منتصف النهار ذهبت الي مكاني المعتاد و بالطبع كانت هناك لقد أصبح مكاننا الآن و ليس ملكي وحدي . أيضا لقد أصبحنا مقربين بشكل جيد ليس فقط لدرجة مشاهدة فلم معا بل أكثر من ذلك . اصبحت تضحك على نكاتي السخيفة حتى . هذا إنجاز في حد ذاته لم يعد يهمني ان أخفي شخصيتي الغبية بل بالعكس هكذا أشعر براحة أكبر عندما اكون على سجيتي
” كيف الحال هل اكلت شيئا ؟ ” تكلمت
” لا لم أفعل كنت انتظرك ”
” يا للطفك اذا ماذا ستفعلين لو أخبرتك انني لن آكل شيئا ”
” عندها سأذهب للأكل بمفردي ”
” حقا أليس من المفترض ان تقولي أنك لن تأكلي بدوني في هذا الموقف ! “
“و لماذا سأفعل ذلك ان كنت جائعة ؟ ”
من ناحية الغباء انها تتفوق علي بكثير لذا اظن أن هذا السبب الذي يجعلني أتصرف على طبيعتي 😁
” لا شيئ فقط انسي ما كنت أقوله ، ماذا ستشترين؟”
” مثلك ”
” سأشتري حلوى هل سيشبعك هذا ؟ 🙂”
” أجل هذا يكفيني 😐”
” انا لا امزح حقا ماذا تريدين أن أجلب لك ؟ “
” لا أعرف فقط اشتري أي شيئ يصلح للأكل ”
اه هذا اكثر ما يخيفني اتخاذ قرار أو اختيار شيئ من بين عدة أشياء عندها عقلي يتوقف عن العمل.
” ما رأيك لو تأتين بنفسك و تشتري ما تريدينه ؟ ”
” فكرة جيدة حسنا انا قادمة “
” جيد ”
ذهبنا الى مطعم مجاور وتناولنا الطعام هناك كانت هذه فرصة جيدة للتحدث
“اذا كيف كان الاختبار ؟”
” كان جيدا حقا لم يكن بتلك الصعوبة ”
و استمرت بالكلام و الكلام في النهاية يبدو انها مهتمة بدراستها حقا كما انني لاحظت شيئا جميلا بالاضافة الى ابتسامتها طبعا ، تلك النظارات الطبية التي كانت ترتديها تلائمها بشكل غريب فقط اتمنى لو لا تقوم بنزعهم ابدا هكذا يبدو وجهها أفضل و اصبحت أقرب فأقرب لنوعي المفضل من الفتيات . انا اتراجع عن انطباعي عنها اول مرة انها فقط تشد انتباهي بشكل غريب
” هل كنت تستمع الي ؟ “
” اه آسف عن ماذا كنا نتحدث لقد شرد ذهني قليلا !”
” هاه حقا ألهذه الدرجة ما اقوله لا يثير اهتمامك ؟”
هل هي غبية وجودها فقط أمامي هو ما يشتت انتباهي
” لا الأمر ليس كذلك فقط كنت افكر في شيئ مهم”
” و ما هذا الشيئ المهم هلا تخبرني ؟ “
” حسنا في الحقيقة انه ليس مهما جدا لذا لا داعي للقلق “
” هيا ارجوك انت تزيد من فضولي هكذا لا يمكنني النوم الليلة اذا لم اعرف هذا الأمر ”
” جيد اذن أريدك أن تكوني مستعدة سأقول شيئا في غاية الأهمية “
” هل….. هل ….”
تبا لماذا لا استطيع الكلام الهذت الدرجة الأمر صعب ايضا لا توجد مشكلة في طرح هكذا سؤال فقط سأفعلها
” هل لديك مشكلة في نظرك لاحظت انك ترتدين نظارة اليوم على غير العادة ؟ و أيضا اود فقط ان أقول هكذا تبدين أفضل من المستحسن ان لا تقومي بنزعها 🙂 ”
ابتسمت كرد فعل على كلماتي لا اعرف مالمضحك في الأمر . هذا يغيظني
” مالمضحك في الأمر !”
” لا فقط أريد أن أعرف مالفرق اذا لبست نظارات او لا
أو لا تخبرني أنك تفضل الفتيات اللات يرتدين نظارات ؟ ”
أوه كيف تستطيع التكلم معي بهذا الشكل ألهذه الدرجة أصبح موقفي ضعيفا أمامها.
” هاه حقا كيف تتجرئين على الضحك اذا ما كنت تتذكرين كنت تبكين في كل مرة أتحدث معك ! ”
لم يمنعها هذا الأمر من مواصلة الضحك
” حقا هل كنت أفعل ذلك ! ، ولكن أنظر الى نفسك الآن كم أنت متوتر ”
” هل يمكنك ان تتوقفي اظنني ندمت لجلبك معي الى هنا ! ”
” هيا لا تبكي لم أكن أقصد ازعاجك ”
” هاه انت تمزحين صحيح ،أبكي ! و لماذا سأفعل ذلك و بسبب فتاة هذا اقرب شي الى الخيال “
” أجل أجل أرى ذلك لذا كمكافأة لعدم بكاءك لن اقوم بالتخلي عن هذه النظرات ، كما أنها تساعدني على الدراسة أيضا يمكنني الرؤية بشكل أوضح ”
” هذا قرارك لا يهمني ”
” همممم او ربما لن ألبسها “
” حسنا لا بأس أريدك ان تلبسيها ”
” مفهوم أيها الغبي ”
” صفيني بالغبي مرة أخرى و سترين ما يمكن ان يحدث ”
” فهمت فهمت لا فائدة من الجدال حاليا علينا أن نذهب الآن ستنتهي فترة الاستراحة قريبا
انتهت الحصة المسائية على خير و دون اية مشاكل و كالعادة بقيت انتظر في المحطة من اجل قدوم الحافلة و لكن يبدو ان لدي رفقة اليوم
” اذن هل يمكنك ان تخبريني لماذا انت هنا ؟ ”
” أليس الامر واضحا انا انتظر الحافلة معك !”
” اجل لست غبيا الى هذه الدرجة و لكن ما اقصده لماذا تفعلين ذلك ؟ ”
” لا شيئ فقط بسبب الملل ”
ليست الاجابة التي كنت انتظرها كما ان كلامها لم يفدني بأي شيئ هل انا الوحيد الذي يلاحظ تغير شخصيتها . منذ متى كانت بهذه الجرأة ياللعجب احس كما لو انني اصبحت العب انا دور الضحية هنا .
” بما انك هنا سأتخلى عن الحافلة هذا اليوم ساعود للمنزل على قدماي “
” لا مهلا أظنني أزعجتك سوف اذهب الآن ”
” ليس هذا الأمر انا اشعر بالملل ايضا و سأعترف بذلك انا اكره الحافلة كرها شديدا ولكن فقط رغبتي في الراحة و عدم اتعابي نفسي التي تتجاوز كرهي لها هو ما يجعلني اعتمد عليها في تنقلي ”
” هيه حقا و ماذا حدث الآن ؟”
” يمكنك اعتبارها تضحية انني سأرافقك اليوم و أعود للمنزل على قدماي اذا تذكرت بشكل صحيح فان مكان اقامتك اقرب من منزلي ”
” آه انت تتذكر بشكل صحيح ”
هذا جيد يبدو ان ذاكرتي لا تزال بصحة جيدة
” اذن ما رايك هل نذهب الآن اذ لم تعد هناك فائدة من انتظار الحافلة ؟”
” طبعا تفضلي ”
على غير التوقعات كان الأمر ممتعا.و لم اشعر بالتعب كما كنت اتخيل في النهاية يبدو ان المشكلة الوحيدة هي تفكيري ، لطالما احببت الشعور بالراحة و عدم القيام بأي مجهود يذكر و اذا فعلت فاني افعلها بسرعة .
أما فيفيان فلم تتوقف عن الحديث و الضحك طوال الطريق اظن ان هذا الامر ما جعل مفهوم الزمن يغيب تماما عن ناظري . صحيح انها كانت مزعجة في بعض الأحيان و لكن لا بأس يمكنني تحمل ذلك . ولماذا اتحمله ؟ لا اعرف على ان اجد إجابة لهذا السؤال و بسرعة
” إذن لقد وصلت هذا هو منزلي ”
” جيد اراك غدا إذن ”
” أجل إلى اللقا…..”
” فيفيان…..أيتها المعتوهة لماذا لم تعودي إلى المنزل باكرا ” صاح صوت من امام باب منزلها فجأة حيث يقف كهل تظهر ملامح الغباء و البشاعة على وجهه . لا عجب ان صوته سيئ على الأقل كنت ساتفاجئ لو كان صاحب هذا الصوت ذو منظر حسن .
” أنا آسفة لن أعيد فعلتي مرة أخرى ” فجأة تلاشت ملامح السرور و الابتسام على وجهها و عاد ليعتليه البرود و التحجر كما رأيتها اول مرة
” من هذا الش….”
” اسفة اراك غدا ” و غادرت بسرعة .
هل من الممكن ان يكون والدها و لكن انه لا يشبهها حقا و على الرغم من ذلك لا يمكن ان يعيش رجل غريب في منزلها على الاقل انا متأكد انه احد اقراباءها ظلت هذه التساؤلات تجوب ذهني بقية الطريق ولكن اخيرا ادركت أنني لا أعلم عنها اي شيئ لا حياتها و لا كيف عاشت السنوات الماضية مالذي تحبه او تكرهه لم أعرف شيئا و لم احاول المعرفة حتى . لا لشيئ فقط بسبب الخوف ، الخوف من المجهول
ولكنني سأفعلها و الآن بعد ان دخلت فراشي من اجل النوم راودني السؤال الذي لم اريد الاجابة عنه طوال حياتي لماذا افعل ذلك
بالتفكير في الأمر انه بسيط للغاية هذا فقط لأنني معجب بها . هذا صحيح انها تشد كل انتباهي و لكنني اخاف من نفسي و اخاف على نفسي عند اعترافي بهذا الامر و لكن ينبغي ان تكون حازما في بعض محطات حياتك لذا فهذا ما سأفعله ، كيف ؟ لا فكرة لدي و لكن فقط سنرى ما سيحدث غدا
Comments for chapter "4"
MANGA DISCUSSION
المانجات ذات الشعبية
I Have Been Stuck on the Same Day for 3,000 Years
0
27 يوليو، 2022