مضت عدة أسابيع على تعرفي على فيفيان و يبدو أن علاقتنا تسير نحو منحنى جيد و لكن لحظة علاقتنا ؟ لا أعرف هل هناك علاقة تربطنا أصلا بالرغم من أننا نقضي وقت الاستراحة معا جالسين على الطاولة جنبا لجنب بهدوء كل من مركزا على شئ ما كنت أتصفح الانترنت في العادة بينما كانت تقرأ كتبا طوال الوقت و بالنظر الى ذلك لم أرها يوما تحمل هاتفا بين يديها ، ربما هي معادية بشكل مريب للتكنولوجيا . فكرت في سؤالها عن الأمر و لكن قررت التراجع ذلك لا اريد أن أقطع حبل الطمأنينة الذي يسود الأجواء بيننا كما أنني حتى اللحظة لا أعرف مالذي يجعلني أبقى بقربها من الأساس ألم يكن من الأفضل ربما تركها في حالها ؟ ربما و لكن يبدو ان حظي التعيس و الجالب للمشاكل هو ما يجعلني أحوم حولها و لكن لا أسعى للاقتراب كثيرا فكما تعرفون إذا صادف و أحببتها و أريد أن أؤكد على كلمة لو صادف في تلك الحالة لن أملك الشجاعة الكافية للاعتراف لها . يمكنني أن أقدم لكم نصيحة ذهبية في هذا المجال ستستغربون من وجود شخص وحيد لم يدخل في علاقة يوما ان يقول شيئ بخصوص العلاقات ولكن لا أريدكم ان تستهينوا بكلامي أفضل وقت للأعتراف للشخص الذي تحبه هو بداية تعرفك عليه اذا تقربت منه و أصبحتم أصدقاء في البداية ستظن أن هذا الأمر جيد و لكنهم فقط سيمنعك من التعبير عن احاسيسك الحقيقة ستدخل في تلك الدوامة القاتلة و الخانقة من التساؤلات فجانب منك يود الاعتراف بالحقيقة و اخبار الشخص الآخر بمشاعرك الحقيقة و الجانب الأخر يخاف أن تخسر هذه الصداقة اذا سار الأمر بشكل خاطئ لذا في أغلب الأحيان يرضى الجميع بما لديهم و يختارون البقاء بجانب احبائهم بصفتهم أصدقاء و يظنون انهم قاموا بشيئ نبيل و رائع و لكن هذا بالتأكيد ليس سوى مجرد طمأنة لأنفسهم الضعيفة فقط ما عليك سوى المخاطرة و اخبارها بالحقيقة اذا تم رفضك فلا يوجد سبب لبقاءك بجانبها ربما تغير قرارها ولكن سيكون الأوان قد فات . ربما لا أحد سيقبل نصيحتي هذه و لكن تبا لكم أنا لست أباكم الروحي حتى أحاول تحقيق أحلامكم الصغيرة . أنا لست كذلك اذا كنت متأكدا من مشاعري نحوها كنت سأخبرها على الفور لا شيئ يدعو للخجل ” اممم هل يمكنني أن أسألك شيئا ؟ ” قالت ” نعم تفضلي ولكن هذا على غير عادتك !” ” أه أعرف أنا آسفة ولكن أنا فضولية قليلا هل هذا هاتفك ؟ “ ” ياله من سؤال غبي إنه بالطبع كذلك بما أنه لدي طوال الوقت “
” آه حسنا لم أفكر في ذلك لقد كنت آخذ هاتف أمي في بعض الأحيان هل لديك ألعاب في هاتفك . أنا حقا لا أستعمل الهاتف كثيرا او ربما مطلقا في الواقع “ ” آسف انا لا أملك ألعابا داخل هاتفي ولكن هل لديك حساب ببعض مواقع التواصل الأجتماعي مثل فايسبوك أو انستغرام مثلا …” ” ما هذه الأشياء ! ” قالت باستغراب آه يا إلهي هل يوجد شخص في العالم الآن لا يملك حساب داخل هذه المواقع رفعتها يدي و قمت بالضغط بقوة على يدها لا أعرف ربما تكون شبحا من الأفضل أن أتأكد من ذلك بنفسي و لكن للآسف الحقيقة المرة أنها كانت انسانا عاديا كان سيكون من الشيق التحدث مع شبح و خاصة مع شبح لفتاة في هذه الحالة يمكنك كسر كل القواعد ” أوتش ” صرخت بأعلى صوتها ” أه أسف لم أتعمد ذلك فقط أنا … حسنا كنت أعتقد أنك شبح او ما شابه ” ” ماذا ألهذه الدرجة وجهي شاحب أيضا لن اسكت عن الأمر لن اتوقف حتى أجعلك تشعر بالألم “ “ايه ماهذه الإستجابة القاسية و لكن بجدية ألا تستعملين فايسبوك أبدا للتواصل مع الآخريين “ ” لا لا أقوم باستخدامه “ ” ما رأيك أن أصنع لك حساب ؟ “ ” حقا ! هذا رائع أرجوك فلتفعل ذلك أيضا اريدك أن تعلمني طريقة استخدامه ؟ “ ” آه هذا بالتأكيد سيسبب لي إزعاج ولكن سأحاول بأقصى ما يمكنني أن أكون متعاونا “ ” حسنا اذا فلنبدأ بجمع بياناتك ، ما إسمك ؟” ” حقا ! ألا تعرف اسمي ؟ ” ” لا بأس فلنتجاوز هذه النقطة ماهو تاريخ ميلادك ؟” ” لا أريد إخبارك 🙂 ” ” يمكنك التوقف عن المزاح أيضا الحساب يتطلب هذه المعلومات و ليس أنا ، يمكنك كتابته دون ان تريني هيا تفضلي هاتفي ” قامت بسرعة بتدوين عيد ميلادها و أكملت باقي الخطوات بنفسها لم يكن مدح ذكاءها عبثا إنها سريعة التعلم جدا ربما يجب ان أحذر لا أريد ان أربي سفاحة قاتلة ، ” تفضل لقد انتهيت ” ” اه جيد اذن هل ستضعين صورة لك ” ” لا . لا أريد “ ” كما تريدين أيضا لقد أضفتك لقائمة الأصدقاء يمكنك التواصل معي متى تريدين “ ” حقا ! ولكن ربما إن استطعت من خلال هاتف أمي لأنني لا أملك هاتفي الخاص ” ” لا بأس ” من خلال هاتف أمها ! ربما علي مراعاة كلامي قليلا عندما نتحدث هذا ان تحدثنا من الأساس
مضت الساعة بسرعة و عدنا الى الفصول من أجل الحصة المسائية و في خضم ذلك أخبرنا الأستاذ بقيامه بتنظيم رحلة لزيارة مكان أثري من أجل الدراسة . يبدو الجميع سعداء بهذه الفكرة على الغالب ركز الجميع مع الرحلة و نسيوا هدفها ولكن على أي حال من يهتم بالدراسة . الأستاذ نفسه اذا وصلنا سينسى أننا أتون من اجل الدراسة فما بالك بالتلاميذ ، أيضا ستكون هذه فرصة جيدة لتغيير الأجواء و التقاط الكثير من الصور . يمكنك ان تري هذه الصور للناس و تخبرهم بأنك شخص إجتماعي للغاية هذا رائع حقا بهذه الطريقة لن يشكك أحد في كلامك . أنا شخص إجتماعي ايضا يمكنني قول هذا عن نفسي في السنوات الماضية كان لدي العديد من الأصدقاء ولكن بسبب شخصيتي البائسة لا يبقون الي جانبي طويلا يمكنني أن أكون مثل شبح داخل المجموعة أكون حاضرا و لا احد يراني هذه ميزة لا أتقنها سوى أنا ، يمكنك المشاركة في الحوار سوى بابتسامة ، أنا أبذل ما بوسعي حقا في تلك الابتسامة المميزة عليهم أن يقدروا ذلك على الأقل و لا تحتاج أن أخبرك متى يتقرب منك الناس خاصة عندما تكون أنت الأذكى 🙂 حسنا ربما في الدراسة فقط أو هذا ما يعتقدونه إنهم حفنة من الأغبياء 😂 يتهامس الجميع من حولي ظانيين أنني لن أستطيع قراءتهم أو معرفة ما يخمنون فيه على الأقل و لكن بالطبع لن اخبر أحدا بذلك . كما قلت لست بهذا الغباء لا اريد أن يأخذ أحدهم حذره مني ، بهذه الطريقة ستكون كل أسرارهم مكشوفة امامي واو انا شخص رائع حقا هل انا نرجسي او ربما مصاب بجنون العظمة ، لا يهم طالما أحصل على ما أريده في النهاية ، لا احتمل الخسارة و لذلك لا أخسر هذا الأمر مستحيل على الكل أن يفهم ذلك ، لا يمكنني تقبل وجود شخص يحوم حولي و يفوقني مكانة ، سأنتظر الفرصة المناسبة و أنقض عليه بالطريقة السهلة او الصعبة يمكنه فقط ان يعمل تحت إمرتي
على أي حال يجب أن أتخلص من هذا التفكير في الحال و أستعد لهذه الرحلة ستكون نهاية الأسبوع مشوقة على غير العادة . استدرت لأسأل فيفيان عن رأيها و لكن لا أظنني أحتاج السؤال بعد رؤية اشراقة وجهها يبدو أنها متحمسة لهذه الرحلة أيضا على غير المتوقع هذا جيد سيكون ملائما أن تكون الأجواء مرهفة و أيضا اتمنى أن يكون الطقس جيدا
3.2 : يوم الرحلة
عكس ما تمنيناه جميعا يبدو أن الطقس لديه رأي مخالف فأشعة الشمس تترك أثرا خفيفا على بشرتك و صفاء الطقس….. لا يمكنني تحمل ذلك هذا ليس بطقس مناسب لرحلة أبدا أليس هذا فصل الشتاء أين الأمطار ؟ أين السحب ؟ إن الطقس يستجيب لمطالب الأغلبية في النهاية يبدو أنني الوحيد الذي أردت أن يكون الطقس باردا و الآن لا بد لي الا من تحمل هذه الأجواء الحارة . سلكت رحلتي الصباحية المعتادة و لكن بدل الدخول الى القسم انتقلت من حافلة الى حافلة هذه المرة و الجميع يجلس في حلقات في الخلف كما هو متوقع ، فلتستمعوا جميعا بهذا الهراء مكان هادئ بجانبها سوف يكون جيدا ” صباح الخير ” تكلمت بحماس هذا ليس من عادتها أن تلقي التحية أولا يبدو ان الأجواء تأثر عليها ” أهلا كيف حالك ؟ يبدو ان مزاجك جيد اليوم على غير العادة ! ” ” صحيح سنغادر لأستكشاف مكان جديد ألا يجعلك هذا متحمسا ! ” ” يمكنك قول ذلك رغم أن الطقس لا يساعد على الإطلاق ” ” أنت محق لو كان الطقس أبرد قليلا أو كانت هناك بعض السحب كان سيكون الأمر أكثر روعة ” واو ياله من ذوق رفيع تملكه لم أتوقع هذا صراحة ” ولكن لا بأس فلنستمتع بوقتنا على أي حال لقد أحضرت كاميرا هل تريدين أن ألتقط لك بضعة صور أنها فرصة مناسبة لإنتقاء صور لحسابك على فايسبوك “ ” حقا هل ستفعل ذلك ؟” حقا يبدو أنها حيوية أكثر من اللازم هذا الصباح و أيضا حسنا في الواقع أنها جميلة ، من المؤكد أنها قامت بتصفيف شعرها البارحة كما أنها تضع بعض المكياج الخفيف و حسنا من دون ارتداء الزي الرسمي تبدو أفضل بكثير و أقل غموضا ، باختصار تبدو مثل فتاة عادية أو…ليس عادية تماما بل مميزة حقا مابال هذه الأفكار تروادني الآن لا أعرف حقا ! ولكن أتمنى فقط أن يمضي الوقت على خير .
وصلنا الى البلدة المنشودة و كما كان متوقع لا أحد مهتم ” إذا إلى أين سنذهب الآن ؟ ” لا أعرف ولكن كبداية يمكننا ان نشتري شيئا نأكله “
” تبدين جميلة اليوم على عكس العادة ما رأيك لو تتسكعين معي قليلا ؟ أعدك سيكون الأمر ممتعا ” أتى صوت من وراءنا بهذه الكلمات، يبدو أنني لم ألاحظ الأمر ولكن اذا ما كنت أتذكر ذلك هذا الفتى من قسم آخر و هناك آخرون أيضا أظن ان هذه الرحلة مختلطة تجمع عدة فصول ، أوه ألهذه الدرجة كنت فاقدا لوعي ، على أي حال لم يكن هناك شيئ يشد الانتباه و لكن أن يسألها بهذه الطريقة ، لا يمكنني أن أتدخل ماذا لو كان يعرفها او ربما أصدقاء طفولة ؟ عندها سأكون أنا الملام . ليس وكأنني لا أقدر على حمايتها بالرغم من أنني … حسنا ضعيف البنية قليلا فلطالما حللت مشاكلي القليلة بطرق سلمية . ولكن تخيل هذا ماذا لو كانت الفتاة التي تحبها و بالتأكيد هي لا تعرف ذلك فلتحفظ هذا في ذاكرتك و تخاصمت مع صديقها و هو صديقك أيضا ما رأيك بهذه المعضلة فهل ستقوم بالتدخل فيما بينهم ؟ لا تخف إنها صفقة خاسرة على جميع الأصعدة في النهاية أنت من سيخسر احترامه سوى من قبلها او من قبل صديقك و حتى لو تصالحا ستكون انت المشكلة هذا رائع صحيح لذا سأكتفي بالمشاهدة و الصمت للوقت الحالي ” هل يمكنني ان أعرف من أنت أولا ؟” ردت بحدة يبدو أنها لا تعرفه في النهاية ” لا يهم من أنا ولكنني أضمن لك انك ستستمتعين معي . بدلا من الالتصاق بهذا الغبي ” التفتت اتفحص جوانبي. أعتقد انه يقصدني انا بالغبي . واو هذا رائع إنه يحاول ان يظهر بمظهر رائع ربما لو تم قطع أحد أرجله أو إحدى يديه سيكون الأمر أكثر متعة …. لا ماهذا التفكير السادي علي ان اتوقف عن متابعة الأفلام بكثرة .لم أبدي أي ردة فعل إن كنت غبيا في نظره فليكن الأمر كذلك ايضا لا أظن ان هناك علاقة عاطفية تجمعني مع هذه الفتاة لذا ليس هناك سبب لادافع عنها. ” أنت هو الغبي هنا . هل يمكنك ان تذهب لا أريد مرافقتك لدي صديق بالفعل ” ” تبا كنت امزح فقط و كأنني سأهتم بفتاة نكرة مثلك ايضا هل رأيت نفسك في المرآة هذا الصباح لن يود أحد مرافقتك ” يا إلهي يبدو أن كبرياءه جرح بالرغم من أنه أصاب في كلامه في النقطة الأولى و لكن لا أظن انها بشعة الى هذه الدرجة بل ليست ببشعة إطلاقا بل على العكس يمكن أن تقول أنها ثالث أجمل فتاة في الصف بعد بنتين نسيت إسميهما حتى . ” واو هذا رائع شخصيتك قوية حقا . و ايضا لقد كنت محقا بشأنك في النهاية لديك صديق صحيح ؟ لقد قلت أنك سترافقين صديقك ؟ أين هو الآن ؟” ” أنه …انه هنا ” ” حقا لا يمكنني رؤيته أين هو ! “ ” هل يمكننا الذهاب رجاء يمكنني رؤية مطعم الزاوية المقابلة يمكننا ان نأكل شيئا هناك ” ” حس….حسنا ” لماذا تبدو غاضبة ، هل قلت شيئا خاطئا لا يهم . المهم الآن هو انني محقا لديها صديق و سترافقه و أنا متأكد انه ليس بمثل بغبائي 🙂
دخلنا المطعم و جلسنا في زاوية بعيدة في النهاية لم اكن أرغب بجلب الانتباه قمت بطلب عصير لنفسي ، لا أعرف شهية دائما ما تكون مسدودة في الصباح لذا لا أستطيع الأكل الا بعد منتصف النهار ربما انا مريض حقا لم اتغافل عن هذا الأمر اكثر أما بالنسبة لها فلا يبدو ان الأمر يقلقها ، يمكنها تناول أي نوع من المأكولات . ” هل تملكين وحشا بداخلك ؟ ” ” لماذا ! ” ” لا فقط كنت اتساءل كيف يمكنك الأكل هكذا بالرغم من أننا ما زلنا في الصباح ؟ ” ” هل هناك خطب ما بي ! ” إحمرت خجلا قليلا و تراجعت ، ربما لم تتعلم ان على الفتيات أن لا يأكلو كثيرا عندما يجلسون قريبا من الفتيان يعتبرون ان هذا سيظهره بطريقة اكثر انثوية و لكن …. ” لا بأس كنت أمزح معك لا يوجد أي خطب بك . أكملي أكلك و سنذهب للقيام بشيئ أفضل ” أنا أكره التظاهر لا أريد ذلك النوع من النفاق ، لا أريد أن أرى جانبها المثالي أولا و حسنا تصرفها بعفوية هكذا يشعرني بالراحة ” هل تريدين الذهاب للسينما أولا او البحر ؟ ” ” يمكنك الاختيار كما تريد سوف أقوم باتباعك ” ” بالنسبة لي أفضل السينما أولا ما رأيك ؟ ” ” طبعا سوف نذهب فقط إنتظرني قليلا لا يمكنني أن أترك كل هذا الطعام الشهي دون أن أتذوقه 😊” إنتظرت تقريبا ربع ساعة حتى إنتهت من طعامها و بعدها توجهنا نحو قاعة السينما. لم أكن على معرفة جيدة بالمكان لذا يمكن القول أننا تهنا مرتين او ثلاث في طريقنا و مررنا خلال الطريق بسوق عتيقة ، لن تجد أشياء باهضة الثمن هنا فقط بعض الأشياء البسيط ولكن قيمتها كبيرة حقا ” ما رأيك هل تشترين شيئا ما ؟ ” ” لا أعرف حتى ما يجب علي شراءه ! ” أممم في هذه الحالة . نظرت ناحيتها و تفحصتها جيدا مالذي ينقصها يا ترى ؟ ” ما رأيك بقبعة ستكون مثالية مع ملابسك ؟ ” كانت ترتدي تنورة طويلة بلون أخضر ربيعي جميل و قميصا أبيض تتخله رسوم لبعض الزهور الوردية ، لباس ذو طابع كلاسيكي فقط نضع قبعة و يمكننا أن نحصل على مثال لسيدة أنجليزية تنتنمي للطبقة الأرستقراطية . ” قبعة ! حقا ؟ هل ستكون جيدة علي ؟ ” ” ألا تملكين ثقة في نفسك ؟ ” ” هذا محرج ولكن ليست لدي ثقة تامة في نفسي ” ” يمكنك أن تثقي بي إذن ” ” أنا أفعل ” من البداية كانت هناك قبعة سوداء جميلة وجدت أنها مناسبة من المرة الأولى ، لا داعي لامعان النظر اكثر و أيضا هناك شيئ أكثر إثارة للاهتمام بجانب القبعة لا يمكنني أن أتخلى عنه ، سيكون مشبك الشعر هذا ذو اللون الأزرق اللون السماوي رائعا و مذهلا بالرغم من شكل الفراشة هذا و لكن واثق من أنه سيعجبها ” يمكنك تجربتها الآن “ وضعت القبعة على رأسها و ظلت تراقب إنعكاسها في المرآة ” لا تخافي تبدين أجمل في الواقع حقيقة ” ” شكرا لك ” ” لا تشكريني بعد مازال هناك شيئ أخر ، يمكنك تجربة هذا المشبك ” كنت متأكدا من انه سيكون مناسبا تماما لها خاصة مع شعرها الطويل و لكن لم أتوقع أن يبدو مثاليا لهذه الدرجة ” فيفيا…..! ” مابال هذه الدموع أنا متأكد أنني لم أقم بأي شيئ سيئ هذه المرة ” أنا آسفة شكرا لك ” بينما تبكي قامت باحتضاني بقوة و لكن سرعان ما ابتعدت . لا أعرف ما يجب علي قوله و لكن هذه من المرات القليلة في حياتي التي أشعر فيها بالحرج من شيئ كهذا .و حتى هذه اللحظة لا يمكنني أن أفهم ما طبيعة علاقتنا أصلا . ” هل نكمل طريقنا نحو السينما ” قلت هذا في محاولة لكسر حالة الصمت التي أصبحت تسود المكان ” آه أجل فلنذهب ”
طوال الطريق لم ينبس أحدنا بكلمة،لم يكن الفلم جيدا و قصته مبتذلة و سطحية و لكنها كانت تبكي طوال الوقت . ماهذا ! هل هي رقيقة المشاعر الى هذه الدرجة .ولكن على أي حال أنا سعيد ربما لكوني من الأشخاص القلائل الذين يعرفون هذا الجانب من شخصيتها . يمكنني أن أعرف أراء الجميع حولها خاصة بقية الطلاب حيث يعتبرونها فتاة مخبولة أو غريبة الأطورا . بينما لم يحاول التكلم معها أو التقرب منها حتى . ولكن لا يمكن أن ألوم حفنة الأغبياء و الجبناء أولئك . مظهرها و طريقة تصرفها من بعيد يجعلانك تشك إن كانت فتاة عادية حقا ” هل يمكن أن أفهم لماذا كل هذا البكاء ! ” ” هل انت أعمى ألا ترى كل معاناة البطلة ؟ ” ” أنت لا تختلفين عنها كثيرا بأي حال من الأحوال ” تمتمت قائلا ” ككل الأفلام ستكون نهايتها سعيدة في النهاية لذا لا تهدري دموعك على أشياء تافهة “ ” تافهة ! أيها الغبي الأحمق ألا ترى كل هذا الإبداع ؟” ” و أنا الذي ظننت انك قلت انك غير مهتمة بالأفلام و هذه العروض !” ” من قال ذلك ؟ ” ” انت حقا….. فقط إنسي الأمر و أكملي المشاهدة ” و أخيرا بعد ساعتين تقريبا إنتهى العرض و أظن أننا بحاجة لطلب عاملي النظافة للتخلص من فيضانات الدموع هذه ، لم يكن الفلم سيئا و لكن نفس الأفكار المعتادة و البعيدة عن الواقع بشكل تام هل يمكن حقا لأب أن يعذب إبنته بتلك الطريقة أو هل يوجد شخص أصلا بامكانه تحمل كل تلك المعاناة التي عاشتها البطلة . لا أعلم و لكن من وجهة نظري هذا مستحيل أيضا أنا متأكد أنها لن تجد شخصا يخلصها من تلك المعاناة . من الغبي الذي سيقبل بكل تلك التضحيات من اجز فتاة يمكن أن تكون مشوهة نفسيا . أن عن نفسي لن أفعل
خرجنا من قاعة السينما و سلكنا طريق للعودة الى مكان اللقاء المحددة و أيضا المرور بالبحر أيضا . و لا أصدق ردة فعلها عند رؤيتها البحر كانت عيناها تتلألأ بشكل لافت و حماسها مشتعل . جلسنا على الحافة قليلا بينما نضع أرجلنا داخل الماء نراقب مرور الأسماك بجانبها ” المكان منعش حقا يمكنني أن أتمنى لو أستطيع الجلوس هكذا طوال حياتي دون أن أشعر بالملل ” ” أنت محق الهدوء و الصمت بينما تراقب الأفق و غروب الشمس أنها فقط صور لا يمكن أن تمحى من ذاكرتك بسهولة بل حتى لو نسيتها ستظل اثارها محفورة داخل أعماقك ” قالت بهدوء بينما يصبغ لون الغروب أشعته على وجهها ، يداعب بشرتها ، يتحدث مع تلك الروح النقية و يضيئ ابتسامتها هذه الصورة بالتأكيد لن تنسى و ستظل محفورة أبدا ” ما خطبك لماذا صمتت فجأة ؟ أنت تتكلم طوال الوقت في العادة !” ” لا شيئ فقط فكرت انني وجدت الصورة المناسبة لوضعها على حسابك في الفيسبوك ” ” حقا هلا تريني إياها ؟ ” ” لم ألتقطها بعد و لكن هل يمكنك البقاء ساكنة للحظات ؟ ” ” حسنا ” لم يكن بامكاني تضييع هذا المشهد بسهولة أخرجت الكاميرا التي أحضرتها معي،لم أكن متأكدا إن كنت سأحتاجها ولكن إستفدت منها حقا .وقمت بتسجيل الصورة لدي ” هذا جيد يمكنك التحرك الآن. أيضا لم يعد أمامنا الكثير فلنذهب الى مكان اللقاء بسرعة “ ” لا بأس . هل يمكنك أن تريني الصورة ؟ ” ” أنا آسف و لكن بطارية الكاميرا كانت ضعيفة لذا لم أستطع التقاطها “ ” حقا ! هذا الأمر مؤسف يمكننا ان نلتقط صورة جيدة في المرة القادمة ” قالت بحماس ” اه بالتأكيد ” في الواقع لقد كذبت لم تكن البطارية ضعيفة و التقطت الصورة بالفعل و لكن … لا اعرف ، هذه الصورة ملكي لا اريد أن يشاركني إياها أحد . لماذا سأضعها على حسابها الشخصي ؟ لست بهذا الغباء ! لن أسمح للجميع برؤيتها. أنا … أنا الشخص الوحيد الذي له الحق برؤية هذه الصورة …….