لم أتمكن من إنتزاع تفكيري بعيدا عنها كما قلت سابقا على الرغم من وضعيتي الإجتماعية لدي خبرة في تحليل سلوكيات و حسنا لا يبدو أنها تتصرف بطريقة عادية أعني انها لا تتصرف مثل الآخرين او مثل الفتيات على الرغم من أنني انا شخصيا لا يحق له التفوه بهذا الكلام و لكن لم ألاحظ أن أحدا يكلمها او يهتم بوجودها أصلا ربما يخافون الإقتراب منها بسبب بعض الكدمات و الخدوش على وجهها و يعتبرون انها مشاركة في بعض التصرفات الغريبة نوعا ما و لكن لا تبدو من النوع الذي يفعل ذلك انها هشة كثيرا و يمكن ان تنكسر في أي لحظة حسنا أظن أنه من الأفضل أن أتقدم بضعة خطوات إلى الأمام لماذا نظل نقف أمام الستار بينما يتملكنا الخوف منه يمكنك أن تتشجع قليلا و تزيحه و تقضي بقية الوقت مرتاحا هذه إستراتيجية فعالة أستعملها منذ طفولتي و لم تقم بخيانتي أبدا لذا لا ضير من تجريبها في هذه الحالة
في اليوم الموالي قمت بالتضحية بطاولتي الثمينة و جلست في الطاولة التي أمامها و أنا متأكد من ان هذه التضحية لن تذهب هباء و… ” يمكنكم العمل في شكل مجموعات كل صف من الطاولات سيشكلون مجموعة ” قالت الأستاذة حسنا هذا بالضبط ما كنت أنتظره بما أنني الوحيدين اللذان يجلسان في هذا الصف سنكون مجموعة واحدة . أنها فرصة مناسبة للتعرف عليها. حسب ما أتذكره فإن إسمها كان فيفيان إسم جميل يبدو أن أحد والديها كان أجنبيا أو أنهم عاشقين للأفلام و المسلسلات أم لحظة هل يمكن أن تكون أجنبية لهذا لا تفهمنا و لا تتكلم لغتنا ” مرحبا أظن أننا في نفس المجموعة ” تكلمت بصوت خفيف و نعم لم أظن أنني غبي لهذه الدرجة ، أجنبية و لا تفهم لغتنا لا أعلم من أين أتت هذه الفكرة ” أهلا أجل أظن ذلك ، يالها من مصادفة ” قولها بهذه الطريقة يجعلها مئة بالمئة ليست مصادفة اذا تكلم ولد و فتاة وقامت بسؤاله سؤال محرج و أجاب بكل برود فهذا لا يعني أنه رائع و بارد المشاعر لأن ما قاله هو مئة بالمئة عكس ما يفكر فيه ولكن لنعد الى موضوعنا الآن ” إذن كيف الأمور معك لا أرى أنك تتحدثين مع أي أحد من الفصل أم هل لديك أصدقاء آخرون “
” لا ليس لدي أحد ” واه أرى يالها من بائسة
” لماذا ليس لديك أصدقاء لا بل كيف يمكنك العيش وحيدة هذا مستحيل أنت فقط لا تودين إخباري صحيح أنا أقدر ذلك “
” حسنا أنت ليس لديك أصدقاء “
” من ؟ أنا ! من قال أنني لا أملك أصدقاء ” أجبتها مع ضحكة خفيفة
” أنا أعرف “
” و كيف تعرفين؟ لا تقولي أنك معجبة سرية و تقومين بمراقبتي لا بأس يمكنك الاعتراف أعدك أنني لن أرفضك بطريقة مؤلمة ” كنت واثقا أن هذا سيستفزها على الرغم من أن هناك نسبة ضيئلة أنها معجبة بي حقا 😇 و لكن اذا لم تكن كذلك فإن هذا سيثير أعصابها و سيكشف عن بعض من جانبها الخفي ” هل أنت غبي ! ” ردت بصوت خافت بينما تدير وجهها إلى الجانب الآخر حسنا لم تكن هذه الإجابة التي أريدها و لكن … ” هل يمكنك قول هل أنت غبي مرة أخرى ؟ ” ” هل انت غبي؟ لماذا علي قولها مرة أخرى ؟” ” لا شيئ انسي الأمر ” لا أعرف هل هي حمقاء أم لطيفة لا يمكن أن أحكم عليها بدقة ولكن من الأفضل ان نتوقف عن هذا الحوار الشيق جدا الآن و نقوم بانجاز العمل الذي طلب منا و الا ستحدث أمور لا أريد أن أتخيلها
في النهاية انتهى الأمر و حصولنا على أعلى تقييم ، كنت متأكدا من مهاراتي الدراسية و لكنها ليست في مستوى بعيدا عنا إنها ذكية و متفانية في عملها إذن مالذي يجعلها هكذا ! لا ليس هذا السؤال ؟ السؤال الحقيقي هو لماذا أنا مهتم بها لهذه الدرجة إذا أمعنت النظر إليها ستجد أنها فتاة عادية يمكنك أن تجدها في كل مكان و لكن هذا الشعور لا يمكنني فهمه و لا حتى تعريفه. ربما يجب أن أتواصل مع نفسي و أفهم ذاتي قبل محاولة التكلم معها هي ربما أكون أنا هو المشكلة هنا . لا يمكنني أن أعرف الإجابة و انا متأكد أنني لن أحصل عليها بسهولة لذا سأحاول التقرب منها اكثر فأكثر ، سأعرف أسرارها واحدة تلو الأخرى قلت هذا لنفسي كتحذير لما يمكن أن أقع فيه في النهاية لا أظن أنني مستعد بعد لإقامة أية صداقات .
أنتهت الحصة الصباحية لليوم و تجمع الطلاب في الخارج أيضا كالعادة يتبادلون الضحكات و يتحدثون في بعض الأمور التافهة . لم تكن لي رغبة في الأكل كالعادة لذا فقط اشتريت بعض قطع من الحلوى من أجل تمضية الوقت حتى العودة للدراسة مرة أخرى و قمت بالتنقل في الأنحاء على أمل إيجاد مكان هادئ ، كنت أملك مكانا جيد بالفعل وجدته بالصدفة السنة الماضية . مكان مظل به بعض الحشائش الصفراء الشاحبة و تحيط به عدة أشجار كما أنه يوجد طاولة مهترئة لا أعرف من كان يتخذ من هذا المكان مجلسا له ولكن أنا شاكر حقا ، ولكن في الحقيقة لا أحب الإعتداء على ممتلكاتي حتى من أقرب الناس إلي فما بالك بهذه الفتاة الغبية التي تجلس هناك شاردة الذهن لقد تكلمت معها في الصباح ولكن من أخبرها أنني قمت بدعوتها للجلوس معي . كانت تجلس شاردة الذهن محدقة الى الفراغ لا اظن حتى أنها انتبهت الى وجودي بالرغم من وقوفي أمامها حتى قمت بالنقر على جبينها ” أه أنا آسفة مالذي تفعله هنا ؟ هل تقوم باتباعي ؟” رائع ياله من جواب بديع أيضا أنا من أصبحت يقوم باتباعها ” ماذا لو أنني فعلت ؟ “ ” هل يمكنك أن تذهب رجاء أنا فقط أريد أن أبقى وحيدة ؟ ” ” لا أظن أنه يمكنني ذلك، أنا وجدت هذا المكان قبلك لذا أتوقع أنني سأجلس هنا ، لن أطالبك بالذهاب يمكنك البقاء اذا أردت و لكنني سأبقى أيضا “ يبدو أنني أثرت عليها قليلا لا يبدو أن غاضبة بشكل كبير و لكنها منزعجة قليلا و هذا إنجاز جيد بأي حال حسنا فلنرى مالذي ستفعله
” أنا آسفة سوف أغادر المكان ، لا أريد أن أقوم بإزعاجك ” نهضت بسرعة و لكن تبا لماذا لا تبدي أي مقاومة و تستسلم بهذه السهولة ألم يكن من الأجدر أن أغادر أنا في النهاية هذا المكان ليس بملكي وحدي ” ماذا هل ستذهبين بهذه السرعة أظن أنك إشتقت إلى أصدقائك في النهاية يمكنك الذهاب و الاستمتاع بوقتك لا شيئ افضل من وجود أصدقاء في حياتنا “ ردت بنبرة حادة ” بصراحة لم أتوقع أنك وغد إلى هذه الدرجة ! أنت تقوم باستفزازي منذ الصباح هل لديك مشكلة معي ؟ لا بأس يمكنك أن تخبرني إذا سببت لك بعض المتاعب و قم بتصفية حساباتك معي “ ” الجميع يفعل ذلك على أي حال ” تكلمت بصوت منخفض و…… نعم أظن أنني تماديت قليلا لا أريد جعلها تبكي في النهاية إذا أخبرت أحد ما فإن هذا سيتسبب لي بعدد لا يحصى من المشاكل ” لا لحظة توقفي أنا أسف لقد تماديت في هذا ليس لدي أي مشكلة معك أنا فقط كنت احاول إغاظتك انا آسف ، ايضا لا بأس يمكنك العودة و الجلوس هنا” لا يبدو ان هذا سوف يحل المشكلة قريبا أيضا هل هي فتاة صغيرة حتى تقوم بالبكاء لدي فقط حل أخير لست متعودا على هذا النوع من المواقف سأكون شاكرا لو نجح هذا الأمر ” آه يمكنك العودة و الجلوس هنا أيضا ما رأيك بقطعة حلوى 🙂 “ ما هذا الغباء هل هي فتاة صغيرة حتى ترضى بقطعة حلوى ولكن يبدو أنها كذلك . تقدمت بخطوات بطيئة و جلست على الطاولة إبتعدت بجسمي قليلا لا أريد ان أقترب منها كثيرا ، لا يهمني أن رآنا أي أحد و لا تهمني أقوال الناس عادة و لكن فقط هذا سيكون ربما أكثر إراحة و كان سيكون كذلك لو نهضت تماما و لكن لا اريد ذلك في النهاية هذا مكاني أيضا . جلست بجانبي و مدت يدها أمامي ” ماذا تريدين ؟ ” ” قطعة الحلوى ! ” ” آه انا آسف هاهي ذي أيضا لا تأكليها لوحدك أريد القليل أيضا ” ” لم أتوقع أنك أناني لهذه الدرجة و غبي و مستفز أيضا في الواقع لا تعجبني شخصيتك لا أعرف حتى لماذا أتحدث معك هل يمكنك أن تبتعد عني ، لماذا انت هنا أصلا ! ” ” هل انتهيتي ” ” لا لم أفعل لدي عديد الأشياء الأشياء السيئة عنك لقولها لكنني نسيتها الآن سأخبرك بها اذا تذكرتها ” ” لا من الأفضل أن لا تفعلي يمكنك أن تحتفظي بهم لنفسك انا لست بحاجة إليهم حاليا “ قامت باقتسام قطعة الحلوى بأسنانها و أعطتني نصفها ألا تعتبر هذه قبلة غير مباشرة . ولكن من يهتم على أي حال نحن لا نمثل في فلم او مسلسل هذه الحياة الواقعية و هي مختلفة بشكل كبير عما نراه على الشاشات العلاقات اكثر تعقيدا و أكثر اثارة للمشاكل لا يمكن ان تصور لنا في ساعة او ساعتين أمضينا بقية الساعة جالسين هناك لم نتكلم كثيرا او ربما لم نتكلم مطلقا كنت مهتما بهاتفي طوال الوقت لا اريد ان أتسبب بمشكلة أخرى بسبب كلامي الذي يطاق أنا اعرف ذلك و لكن للأسف لا يمكنني ان أتخلى عن شخصيتي البغيضة هذه إذا كان أحد يود التقرب مني فعليه تقبلي كما أنا و لكن لا أظن أن أحدا سيفعل ذلك لذا لا يوجد اي قلق بشأن هذا حاليا
