شروق - 1
الفصل 1:
يرن المنبه على الساعة 6 معلنا عن نهاية رحلة و بداية أخرى جديدة .
القسم الأخير من رحلة طويلة ممتدة الأطراف.
نهضت بعد صراع طويل مع الحقيقة المرة لأنني في الحقيقة لم أتذوق طعم النوم هذه الليلة. ربما يكون الأمر تافها أو لا يستحق عند بعض الأشخاص و لكنه كذلك بالنسبة لي .
هذه سنتي الأخيرة في الثانوية و على أن أنجح مهما حدث و في نفس الوقت مما سمعته ينبغي ان تكون هذه أفضل سنة في حياتي حسنا في الواقع البعض يقول انها أفضل 3 سنوات في حياتك و لكنني إنسان قنوع تكفيني سنة واحدة من السعادة .
غسلت وجهي و أسناني و بعدها قمت بارتداء ثياب جديدة تتلائم مع هذا الحدث المميز أو هذا ما يخيل إلي و في الواقع لم أجد في ذاتي رغبة للأكل أو تذوق أي شيئ و على الرغم من محاولات أمي الملحة إلا أنني رفضت رفضا قاطعا بتعلة أن بطني يؤلمني و توجهت إلى سيارة أبي كي يوصلني إلي محطة الحافلة .
كانا والداي شخصان رائعان و متفهمان لأبعد الحدود حسنا لا يمكنني القول أنني لم أكن شخصا رائعا أيضا كنت ولدا مطيعا طوال حياتي و حتى لو نبشت في ذاكرتي بعمق لا يمكنني رؤية أنني تسببت لهما بمشكلة يوما يوما . كم يبدو هذا عظيما انها 18 عشر سنة كاملة و لم أتسبب بأي مشكلة يالي من شخص عظيم أنا رائع و بينما أنا غارق داخل هذه الأفكار قاطعني صوت أبي قائلا
” لقد وصلنا مع الوقت بالضبط ،الحافلة هناك تكاد تغادر فتلحق بها بسرعة و أيضا فلتحظى بيوم رائع”
و أدخل يده الى جيبه مخرجا منه بعض الدينارات ووضعم على راحة كفي . حسنا هذا بالتأكيد سوف يجعل يوما رائعا
” شكرا لك” قلتها بصوت حاولت أن أستجمع فيه أقصى ما يمكن من الحيوية ثم أغلقت الباب و توجهت نحو الحافلة .
و كالعادة لم يختلف الأمر عن السنوات الماضية بل إنه يزداد سوءا مع مر الأيام .
حتى انهم جلبوا لنا حافلة أصغر من المعتاد قائلين ان عدد التلاميذ أصبح أقل . لا أعرف بالضبط ما يفكر به الرؤساء أنا متأكد انهم يستخدمون مؤخراتهم الثخينة بسبب الجلوس طوال الوقت بدل عقولهم هذا إن كانو يملكون عقولا أصلا و الغريب في الأمر أيضا أنه كلما إزداد مدى غبائك و مدى جهلت حظيت بمكانة و شعبية أكبر . يبدو أن البشرية تتوجه نحو الهاوية بالفعل لولا ستر من الله .
كذلك مع بداياتي في هذه الحافلة كنت ترى ملامح الانقسام واضحة المعالم بين الفتيات و الفتيان فالمكان كان عبارة عن بلدين منفصلين أو متخاصمين تجلس الفتيات في الجزء الأمامي من الحافلة بينما يجلس الفتيان في الخلف و بالرغم من هذا الانقسام الا أن هذه الفطرة و الغريزة هي ما أملت على الفتيان أن يحتلو الجزء الخلفي من المكان فهم بمثابة الدرع الذي يحمي هذا البلد أما الفتيات فبسبب حنكة عقولهن اخترن الجلوس في الأمام يحاولن توجيه السفينة نحو بر الأمان بما أنهم متيقنين ان ظهورهم محمية . بينما أفكر في هذا الأمر الغريب و الذي لا يبدو أن لا معنى له حتى فكرت بمدى التحول الذي حصل هنا لقد اختلطت الفتيات بالأولاد . لقد كبر هذا الجيل و تربى في هذه الحافلة .جزء كبير من ذكرياتهم مرتبط بقطعة الحديد المتحركة هذه في كل كرسي أو شباك أو عمود من الحديد يمكنك أن تنبش عن ذكريات و تفتح رموزها و بالتأكيد هذه الحافلة لم تكن مرتعا لهذا الجيل فقط بل كانت حقلا تجمع ذكريات أشخاص قبلنا و متأكد أنها ستكون مكانا جميلا للذين سيأتون من بعدنا
يبدو أنني سرحت بأفكاري بعيدا من أجل قطعة حديد تتأرجح على بعض عجلات مطاطية .
لقد حاولت التخلي عن هذا الأمر و عن هذه الأفكار فبسبب هذا لم أحظى باصدقاء ربما أفعل في الأيام الأولى و لكن لا شيئ يمنعهم من التخلي عن شخص يزعجك بصمته
بصمت و شرود مثلي .
و في هذه اللحظة التي أقف فيها أمام باب القسم فكرت في التخلي عن هذه التصرفات لدي هدف أكبر هذه السنة يكب ان أنجح أولا و أيضا يجب أن أحظى بعديد الأصدقاء و أيضا ربما أجد فتاة واحدة يمكنها أن تحبني حقا هذا مؤلم هل أنا بشع لهذه الدرجة رغم أنني متأكد أنه لدي قدر لا بأس به من الوسامة ولكن من يعلم ربما عيناي هما من تخدعاننني . اذا ماذا أفعل هل هناك أحد يمكنه أن يصف شكلي بصراحة لا أظن ذلك اذا سألت أي أحد فبالتأكيد سيخبرك أنك الأوسم على الإطلاق أنا متأكد أنهم لا يملكون نية سيئة وراء ذلك و لكن لا أحد يمتلك الشجاعة اللازمة لتحمل مسؤولية أقواله ولهذا يتظاهر الجميع بعكس ما يعتقدونه ، يخافون من ترك القطيع لهم ، أنا متأكد أنهم لم يجربوا روعة الوحدة من قبل لذا لا ألومهم و………………
” ألست تنوي الدخول أنا متأكدة أنني لم أطلب تركيب عمود أمام الباب ” نادت الأستاذة باستهزاء بينما يضحك بقية الطلاب
لا يمكن أن أنكر ذلك لقد كانت هذه مزحة سيئة لأبعد درجة و هذا هو التظاهر لا مفر للطلاب سوى الضحك هذا سوف يعزز من علاقتهم المبنية على النفاق هذا أمر جميل أليس كذلك
” أه صباح الخير يا استاذة كيف حالك ،أنا متأكد أنك لم تطلبي تركيب عمود في الواقع من الأفضل أن تطلبي منهم توسيع الباب كي يمكنك الخروج دون عناء ” قلت هذا بنظرة ساخرة و دخلت القسم في النهاية لقد أتيت قبل الوقت بقليل لذا لا يمكنها طردي و لكن حسنا يبدو أنني حددت سلفا طبيعة العلاقة التي ستكون بيننا . أيضا بقية الطلاب لا بد أنهم يعتقدون أنني شخص مشاغب و سوف يقوم باثارة المشاكل سوف يتجنبني الذين مهتمون فقط بالدراسة و الأطفال المدللون بينما سيحاول البقية ممن لا يطيقون الدراسة بالتقرب مني و محاولة ادخالي مجتمعهم الصغير ،
أنا آسف حقا ولكن اتركوني بعيد عن هذه الترهات 🙏
حلت الساعة الثامنة صباح و من هذه اللحظة تبدأ السنة الدراسية الجديدة رسميا و حسنا يبدو أن الجميع وجد شريكا للجلوس معه بالفعل
جيد بل هذا أمر رائع يبدو أنني سأجلس وحيدا في الواقع لا يمكنك طلب شيئ أكثر من ذلك إنها نعمة أن تحظى بطاولة كاملة لنفسك أن تحظى بكرسي لك وواحد لمحفظتك أيضا . أنا في مستوى من الرفاه مختلف عنكم أيها القوم .
تبا لا يمكنني أن أصدق مدى غبائي بسعادتي بهذا الأمر كان يجب أن ترى ملامح و تعابير وجهي في ذلك الوقت
حتى لو قرر أحد الجلوس بجانبي سوف يغير رأيه و خاصة لو كانت فتاة ستفكر أنها لن تستطيع تأمين نفسها بجانبي 🙂
على أي حال كانت هذه فرحة نابعة من القلب .
بدأت الأستاذة البدينة بتسجيل الحاضرين و تسجيل أسماء الغائبين في النهاية كان الجميع ماضرا ما عدى فتاة وحيدة لا بد أنها تملك قدرا لا يستهان به من الكسل جعلها تغيب عن أول يوم لقد ربحت هذا التحدي اليوم و لكن لا يمكنني تركها تفوز مرة أخرى .
وفي هذا الوقت بالذات علمت أن هذه الفتاة خطر يترصد بي و يحاول جعلي أقتسم معه هذا الكنز من المستحيل أن أتركها تجلس معي هذه الطاولة ملكي وحدي أنا متأكد أنها ستترجاني كثيرا في النهاية أنا الوحيد في هذا المكان الذي يكون سعيدا ببقائه وحيدا ولكنني أشك بمقدرة الآخرين فعل ذلك. ولذا إن جاءت تترجاني سيكون الأمر سهلا سأرفض فورا و أن حاولت بعناد و هذا ما أريده سوف أقوم باستغلالها . سوف تقوم هي بكل الفروض المنزلية و إحضار الكتب 😇
يالي من شخص رائع وكم أنا حنون سأقوم بتخليصها من هذه الوحدة التي تعيشها .وظللت أردد هذه الكلمات بفخر
حتى مرت عدة أيام و لم تأتي هذه الفتاة الى حين بدأت أفقد الأمل تدريجيا ولكن على أي حال هذا لن يؤثر علي بأي حال من الأحوال .
وبعد أسبوع تقريبا تحديدا في يوم الثلاثاء بينما كنا ندرس مادة العربية دخلت القسم فتاة جديدة . ولكن كيف أصف الأمر لقد كان شكلها متعارض تماما مع ما تخيلته كان شعرها أسود طويل وهي متوسطة القامة انها بمثل طولي أو أقصر ببضعة سنتيمترات حسنا هذا لا يبشر بخير أبدا و الأهم من كل هذا أنها لا ترتدي نظارات 🤓 بحق الجحيم كيف يمكن تسميتها بفتاة و هي لا ترتدي نظارات ولكن …. لا يمكنني أن أصف الأمر أعرف أنه من المستحيل أن أنجذب إليها حتى ولكن ….. لا أعرف ربما بسبب تجاهلها لي و الجلوس وحيدة في الجانب الآخر من القسم قد جرح كبريايئ . ملامح وجهها لم تكن عادية لم تكن من النوع الودود أو هل هي كذلك ! تقاسيم وجهها و عينيها لا تعبر عن أي أي شيئ ولكنها جميلة بطريقتها الخاصة .
يمكنني أن أعرف بعض ما يفكر فيه الناس بناء على حركاتهم بسبب حيازتي على دور المراقب طوال الوقت لذا ربما سأقوم بمراقبتها فقط إنها مثيرة للاهتمام و لا يمكنني تركها تفلت بهذه السهولة
Comments for chapter "1"
MANGA DISCUSSION
المانجات ذات الشعبية
I Have Been Stuck on the Same Day for 3,000 Years
0
27 يوليو، 2022