الفصل الرابع : قصةُ خيالية (الجزء الثاني)
تأليف: فَارڤارو👌
@ResearcherManga@
-دق…دق….دق- صوت قرع الباب
“ديدي!!…ديدي!!…..إفتحي الباب…”
“إفتح الباب أنت ……إن ديدي تلعب بالدمي…”
“حسنا…. حسناً…سأفتح أنا الباب…”
-صوت فتح الباب-
“هل هذا منزل السيد تالين؟!”
“نعم إنه هو ….أتبحث عن شخص ما؟!….”
“هيههههه..هل إيثن هنا؟!…..”
“.لا….إنه-……”
“…… عذراً علي التطفل!”
-……طق…..-صوت قفل الباب.
(1)
يُقال أنه يوجد عمود إنارة مسحور عندما تلمسه يمنحك
قدرة عجيبة لتعويض ضعفِ وُلدت به في جسدك ليس
ضعفا جسدياً فقط بل نفسياً أيضاً،ولكن مقابل تلك القدرة
سيموت حاملها تلقائياً بعد مدة معينة لا يعرفها أحد قط.
ولكل قدرة حدود ومعايير معينه،وهذا العمود لم
يستطع أحد أن يجده أبداً ولا أن يتذكر متي وأين
حصل علي هذه القدرة العجيبة، كأن العمود يمحي ذاكرتك
بعد أن يمنحك هذه القدرة وكل ما نعرفة عن الأمر أنه
يسقط برق من السماء علي رأسك فتفقد الوعي بعدها.
(2)
كانت الفتاة “ماكي” كسيحة فلمست العمود فأصبحت
تستطيع التنقل بين الأماكن في لمح البصر و كان جيرو
مصاباً ب”Thrombocytopenia” أي نقص الصفائح
الدموية وبعد لمسه للعمود أصبحت جِراحه تتجدد
وتلتئم في لمح البصر،حتي كاد أن يكون خالداً،
وكانت السيدة “لارا” مصابة بمرض السرطان في مراحله
المتأخرة وبعد لمسها للعمود أصبحت تستطيع أن
تشفي أي مرض أو جرح كان بتجديد خلايا الجسد.
كان “ليو” مصاب بمرض في قصبته الهوائية فكان يسُعل
دائماً، وبعد لمسه للعمود أصبح ينفس ناراً زرقاء حارقة،أما
أخوه ”لاري” فكان يري الكوابيس كل يوم، و بعد لمسه
للعمود أصبح يستطيع أن يُريك أشد مخاوفك عندما تنظر
الي عينه فقط، أما الفتيات الثلاثة فلا أحد يعلم ما هو
مرضهنْ حتي الآن وما نعرفه فقط أنهنْ لديهنْ قدره ذهنيه
خارقة تزداد بشدة عندما يتحدنْ معاً فيستطعنْ أن يقرأنّ
الأفكار أو يتلاعبنْ بتفكير الشخص أو ما يراه حتي.
(3)
” أتريدني أن أصدق هذه القصة الخيالية؟!… أأنت مجنون
يا هذا؟!!” قلتُ ذلك للسيد ترينس بعد أن سمعت تلك
القصة المجنونة منه علي الفور.
“راقب كلامك أيها الطفل الهزيل وإلا رميتك في
المحيط الآن….” قالت “ماكي” لي هذا الكلام غاضبةً جداً
فحينها لم أكن أعلم بعد أن السيد “ماكيرا ترينس” يكون
والدها.
“فلتصمتي قليلاً يا ماكي!… هلا فعلتي؟!…”قال
السيد ترينس لها ذلك الكلام فصمتت علي الفور.
“أستطيع أن أخمن يا سيد إيثن أنك بعد ما رأيته اليوم
تستطيع أن تصدق بعض من كلامي… أليس كذلك؟!”
“حتي وإن كان ما تقوله صحيحاً وكان العمود……هههه!
…..آسف!……. يمحي ذاكرة من يعطية القوة حقاً فكيف
عرفت ذلك كل ذلك؟!……”
(4)
فغضبت ماكي غضباً شديداً وظهرت علي ملامحها الحزن
ثم إقتربت مني وأمسكت بكتفي الأيسر المحروق و
ضغطت عليه بقوة.
“ااااااااه…. كتفي!!…. كتفي!!…..ماذا تفعلين؟!..اااااااه…”
فغضب السيد ترينس وقال:
“يا لك من طفلة عنيدة عنيفة……يكفي ما فعلتيه حتي
الآن… أخرجي من هنا حالاً…. وإياكِ أن تستعمل-..”
لم يكمل السيد ترينس كلمته حتى…. إذ إختفت ماكي من
الغرفة بقدرتها العجيبة.
“اللعنة عليك…. أيتها!… أيتها!…. أيتها الطفلة العنيدة!!… ألم
أقل لك ألا تستعملي قدرتك هنا؟!….. ولا أن تقومي بفعل
الأشياء من تلقاء نفسك؟!…” قال السيد ترينس ذلك في
نفسه ولكن من شدة غضبه خرجت الكلمات من فمه عفوياً
ثم نظر إلي فخفت قليلاً وتراجعت للخلف قليلاً…..وقتها
فكرت في نفسي… هل ندمت علي إنقاذ ماكي….؟…هل كان
من المفترض أن اتركها تموت ولا أري هذا العحب؟!…..
أكان يجب أن أترك الأمر علي حاله ولا أدخل دوامة هذا
الجحيم اللعينة؟!…”
(5)
“هاهاهاها….لا تخف!…لاتخف أيها الصبي….”قال
السيد ترينس ذلك ضاحكاً وكأنما غضبة لم يحدث قط.
ثم بدأ يجيب عن سؤالي ويشرح سبب غضب ماكي
الشديد.
كان لدي ماكي أخ كبير وكان أعجوبة في إستخدام السيف
حقاً ….وكانت ماكي تحبه حقاً وتعتز وتفتخر به
ولكنه حصل علي إحدي
هذه القدرات الغريبة….لا نعرف متي وأين.. هو في فترة
معينه وهو صغير أظهر هذه القدرة من العدم….
ولكنه فجأة بعد مرور السنين سقط أرضاً وقال وهو يلفظ
أنفاسه الأخيرة…..”عمود إنارة مسحور!.
….نعم!…..نعم!..هو من أعطاني
هذه القدرة….! برق!..برق سقط علي
رأسي….كيف نسيت هذا؟….. كيف؟…..”ولفظ أنفاسه
الأخيرة ومات.. ولم يُظهر أي علامة طبيعية علي موته فهو
لم يكن مريضاً ولا أي شي.. هو مات فقط دون سبب!!.
(6)
هنا بدأت افكر في ما يقوله السيد ترينس بجدية خاصةً
عندما سمعت ما حدث لأخ ماكي.
“حسناً…. حسناً….وماذا تريدون مني أنا بالضبط؟!…”
“أنت هو الشخص المنشود…الذي سيساعدنا في إنقاذ
العالم من الدمار الذي ينتظره.
“هاهاهاهاها… أنا؟!….منشود؟!…. إنقاذ العالم من الدمار؟!…
هاهاهاهاها..”ضحكت بشده عندما استمعت إلي هذا الكلام
ولكن عندما نظرت الي وجه السيد ترينس..وجدته جاداً
حقاً و لم يكن يمزح فتوقفت عن الضحك علي الفور ثم
قلت له:
“ماذا تعني بدمار العالم؟!….ومن سيدمره؟!…. وكيف
عرفتم أنه سيتم تدميره..؟!… ولماذا أنا المختار..؟”
“..…..نحن لا نعلم!…….”
“أهاهاهاها….أهاهاهاها….ماذا؟!..ماذا تعني بأنك لا
تعلم؟!…أهاهاهاها..”ضحكتُ ضحكاً هستيريا عندما قال
ذلك ولكن نظرت الي وجه فتوقفت عن الضحك ثانية.
(7)
“كل ما نعرفه هي نبؤة تنبأ بها رجل لديه قدرة علي رؤية
المستقبل”
“وماذا رأي في هذه النبوؤه؟!…”قلتُ متعجباً
قال ذلك الرجل رأي رجلاً أحمر الشعر وأزرق العينين
وضخم البنيةيكاد يصل طوله الي مترين ونصف يدمر
الجبال ويشق البحار والأنهار ويقذف لهباً يحرق به المدن
كأنه تنين هائج.
“حسناً… حسناً..وما علاقتي بهذا الأمر؟!….”قلت له ذلك
وأنا أقول في نفسي هذا الرجل لديه
مخيلة عظيمة..هاهاها….وشكرت اللّه أن الفتيات الثلاثة
لم يكونواهنا بالأخص “هارو”
“لقد رآك ذلك الرجل في تلك النبوؤه…..؟!”
“وكيف رؤيتي في النبوؤه تثبت أنني المختار؟!….”
بما أنك لاتزال حياً حتى الآن وقد رأيت ذلك الحلم…فذلك
وحده يثبت أنك المختار….. قل لي يا سيد إيثن…. ماذا
رأيت في ذلك الحلم؟!”
(8)
فتغيرت ملامح وجهي عندما بدأت أتذكر ذلك الحلم…
وبدأت أشعر بالخوف…وبدا خيال السيد ترينس يصبح
حقيقياً في نظري…وعندما بدأت أشرح له ما رأيته في
ذلك الحلم.. قال:
“شششش…ششششش….هل تسمع ذلك؟!…”
ثم أمسك بي وأنهضني سريعاً من السرير وأخذني الي قبو
تحت ذلك المنزل الكبير وقال لي إبقى هنا ولا تتحرك مهما
حدث…. هل تسمعني؟!
ثم أغلق الباب علي وتركني في ظلام دامس..
ثم بدأ الصوت الذي سمعه السيد ترينس يصبح أوضح
وأوضح…..لقد كان صوتاً وكأن عملاق يجري مسرعاً الي
المنزل وكأن قطيع هائج من الفيله سيدّك المنزل داكاً
وأخذ يقترب ويقترب وفجأة توقف الصوت.
“أُخرجوا…. أُخرجوا.. أيتها الصعاليك التي تعترض عمود
النور”
“أُخرجوا لأني ساقتلكم جميعاً…….”
يتبع……………………………..
الفصل الرابع : قصةُ خيالية (الجزء الثاني)…. انتهي
تأليف: فَارڤارو👌
@ResearcherManga@
(9)
