Enchanted lighting pole - 2

الفصل الثاني: جثةٌ محترقة!!

         ‏

“من أنتِ؟…من تكونين؟….” أليس هذا ما كان أي شخص 

ليسأله؟!……إلا أني لم أقل ذلك،بل لم أقل أي شيء على 

الإطلاق…،ظللت أُحدق إليها والي وجهها الجميل 

المتألق…..لكنها لم تكن تُعِريني انتباهاً،فكانت تلتفت يميناً 

ويساراً كأنما تبحث عن شئ فقدته.

“أتبحثين عن شئ ما؟…. أنا إسمي….”لم أستطع أن أكمل

الجملة إذ قالت”نعم…نعم..نعرف من تكون…. أنت إيثن 

تالين”

هنا أحَسَسُت بالغرابة و بدأت أشُكك في أمرها.

                                             

“من أنت؟..كيف تعريفين إسمي؟……هل أنتِ من كنتِ

تحدقين إلي في القطار وأنا أتحدث الي الرجل الذي هناك

أم لا؟

“انتَ….كيف عرفتَ ذلك؟…  كيف؟…..لقد كان ذلك منذ 

ثلاثة سنين؟إنقطع كلام الفتاة ولم تستطع أن تكمل 

أسئلتها!….كيف؟..إليك ما حدث.

                        

“اااااااااه…….ماهذا؟…..ماهذا؟..النجدة!…النجدة؟…أنجدونا  

أنقذونا…….”لقد سقطت رأس الفتاة عن كتفها!!! ولم

أسألها عن إسمها حتي!!

صرخت و صرخت لكن لم أجدُ أحداً يُنجدنا،فجأة ظهر 

رجل  نحيف بمنظر غريبِ مهيبِ،شعر أبيض ناصع البياض،

وعينان بيضاء كالأعمي،ووجه لا يخلو شبر منه من ندوب 

أو جروح.

أنقذها….انقذها…”صرخت له هكذا وعيناي تملأها الدموع.

لكن عندما إقترب مني سمعته يقول متمتما ً.”يحيا عمود 

الإنارة!…يحيا عمود الانارة!”

“ما هذا؟….ما رائحة التراب هذه؟….كيف وصل أنفي 

إلي الارض؟….ماذا؟…ماذا يفعل جسدي هناك واقفاً هكذا 

بدون رأس؟….”لم أستطع استيعاب ما يحدث معي والدماء

تتطاير علي رأسي المقطوعة من رقبتي، لحظتها عرفت 

لماذا كانت الفتاة تلتفت يميناً ويساراً.

“ااااااااه…….يا له من يوم مجنون حقاً!!….أهكذا سأموت 

حقاً!……هكذا؟…. “

بدأ وعيي يتلاشي شيئاً فشيئا،فأسلمت أمري وأغمضت 

عيني،وإنتظرت الموت.

“ما هذه الحرارة!!!… أهذا هو الجحيم أم ماذا؟!……”فتحت 

عيني فوجدت نفسي في باصِ ظهرِ اليوم.

“ماذا حدث؟…كيف…كي..!….ماذ…! “لم يستطع فمي أن

ينطق بحرف واحد.

“اااااااههاهاهاهاهاها…..اااااااههاهاهاهاهاها”ضحكت ضحكاً 

هستيرياً وأنا أبكي بكاءً شديداً وعيناي تملأها الدموع من 

هول الموقف.

                                                  

أخذ جميع من في الباص ينظر إلي وأنا أبكي،فكّفت الطفلة 

عن البكاء وكّف المتحدث عن الحديث وعم هدوء غريب.

“ماذا حدث؟……لماذا تبكي بشدة هكذا؟…ماذا حدث؟

وضع الموظف العادي يده علي كتفي ملتفتاً إلي،

لكنه توقف لدقيقة كالآله ثم قال “لقد فهمت!…

…لقد فهمت ما مررت به…….وأخذ يهدئني ويطمئنني”

“كل شئ سيكون بخير…لا تقلق”

فأحسست بأن هاله الموظف العادية الساذجة وهو يسخر 

مني في المرة السابقة قد اختفت تماماً وأصبح 

شخصاً رزيناً حكمياً من العدم فجأة.

مر اليوم كسابقه تماماً،القطار ورجل القطار والجبل ثم جاء

دور الفتاه.

                                              

“هل أهرب؟….بالطبع أي شخص في موقفي كان ليفعل 

ذلك!…وهل يُلقِي شخص بنفسه الي التهلكة؟!!”

قلتُ ذلك في نفسي وقررتُ أن آخذ طريقاً بديلاً الي 

السكن و أتجنب الموت.

“أُهربي….أُهربي…..ابتعدي عن هذا المكان في الحال..”

صرخت بأعلي صوتي الي الفتاة وأنا أركض نحوها….لا

 أعرف حقاً لماذا عُدت إليها بعد ما حدث…..هل أنا لا أخاف 

 ‏

 ‏الموت؟!….أم أني أشعر بالشفة علي ما سيحدث لها؟!،أم أن 

 ‏

 ‏ضميري لا يسُمح لي بالهروب هكذا فقط؟!…..في نهاية 

 ‏

 ‏الأمر ‏قررت العودة….وليحدث ما يحدث!.

بدأت الفتاة بالركض نحوي مسرعةً أيضاً ،في ذلك الوقت 

أحسست أن الرجل الأبيض ذاك يركض خلفي،لكنني خفت

بشدة إلي أن انظر الي الخلف.

“أسرع….. أسرع أكثر……أمسك يدي……. أسرع وإلا 

سنموت معاً”صرخت الفتاة بأعلي صوتها نحوي.

أمسكتُ بيد الفتاة ولحظتها كنت أسمع تمتمة الرجل”يحيا 

عمود الإنارة” خلف أُذني تماماً،كأنه كاد يمسكني،وفجأة 

تحول الليل الي نهار.

يبدو أننا سافرنا الي بلد آخر تماماً في الغرب في لمح 

البصر.

                                                    

ظهرنا في حديقة خضراء لمنزل كبير واسع 

جداً وكان هناك دوجو لتدريب القتال بالسيف أيضاً.

“يا له من مكان جميل!!” قلت ذلك سهواً مني بعد أن هدأت 

أنفاسي من هذا الجري والرعب من الموت المُحْدق بي.

نظرت إلي الفتاة….فقالت “إنتظر هنا….” وإختفت بقدرة 

الإنتقال الغريبة هذه وكأني في حلم.

أخذتُ أنظر في الارجاء قليلاً حتي وصلتُ الي عتبة باب 

دوجو تدريب السيوف.

 وفجأة انبعث نار زرقاء من الباب الخشبي التي كادت 

 ‏

 ‏تحرقُ وجهي من شدة حرارتها،ولولا 

أني كنت بعيداً عن الباب لما كنت حياً الآن.

وفجأة خرج من وسط النيران الزرقاء شاب أطول مني 

قليلاً يحترق جسدهُ من النيران احتراقاً…من هول صدمة 

 الموقف لم ألحظ أن كتفي الأيسر احترق وذاب بعض 

 ‏

 ‏جلده.

 

“ااااااااه…..ماهذا؟….لماذا؟……كيف؟….هذا يكفي؟…..لقد 

تعبتُ؟ لقد تعبت حقاً من هذا الجنون الذي لا ينتهي!….

اقتلوني!..اقتلوني!..واريحوني من هذا العذاب!”

صرخت وصرخت بينما أركض في الارجاء باكياً أحاول 

الإبتعاد عن الشاب المحترق إلا أني كنت أصل الي المكان

نفسة مهما حاولت،أركض وأركض بلا فائدةو أحسست ُ 

كأن أحداً يتلاعبُ بي.

بعد أن تعبت من الجري،سقطت علي الأرض جاسيا باكياً 

قرب الجثة المحترقة التي تسلخت جلدها ولم يبقي فيها 

ما يُذكر.

“ماذا فعلت؟……ماذا فعلت حتى أستحق ما يحدث لي؟”

“لقد تحرشت بعمود شارع أيها الطفل…هاهاها…هاهاهاها”

“من يتحدث إلي…..من؟”

“أهكذا تُخاطب زميلك الأكبر منك؟..انا بجوارك أيها

الوغد”

“اااااااه…”صرخت منتفضاً من علي الأرض مبتعدا عن 

الجثة  قائلا:”……ابتعد عني!….ابتعد عني!…”

“لا تقلق!…..لا تقلق!…نحن سنصبح أصدقاء 

جيدين!….”قالت الجثة ذلك وهي وتحاول الوقوف وبدأت 

تتلملم أجزائها المتسلخة و يتجددُ جلدها المحترق  الذائب 

أمام عيني.

“أنا…..إسمي جيرو!…. تشرفت بلقائك!….هاهاهاها…”

مد الشاب يده الي عارياً مبتسماً وفجأة كل شئ أصبح 

مظلما ً

                                                 يتبع……………………

                           الفصل الثاني:جثةٌ محترقة…..إنتهي

        ‏