الفصل الأول:المجهول!!
في يوم حارٍ حارٍ جداً،كنت أجلس في الباص عائداً به الي
السكن بعد دوامٍ طويل دام لأربع ساعات متواصلة،
كنت مرهقاً…متعباً..جائعاً…لم أنل كفايتي من النوم،وكان
جميع الركاب مثلي تماماً،أحدهم يُناظر هاتفه والاخُري
تُسكِت طفلها الباكي الذي أزعج الركاب بنحيبه،وأحدهم لا
يگل من الحديث مع صديقة الذي لا يستمع لحديثة أصلاً
لكن يُجبره علي الاستماع،لذا أغمضت عيني الضعيفة
وسددت أذني لأستريح قليلاً.
“أنت يا هذا ….نعم أنت ..إلام تنظر؟”سمعت هذا الصوت
فجأه لكني لم أستطع ان أحدد مصدره،علي الرغم من أنه
تحدث بصوت عالي إلا أن الجميع كانوا علي حالتهم
العادية كأن لم يتحدث أحد قط.
“هل أتوهم أم سمعت صوت أحدهم؟..”قلت في نفسي وأنا
أنظر حولي لأري من يتحدث.
“الم أقل لك إلام تنظر.!…..أأنت أبله؟..أنا أمامك أيها
الأحمق”
نظرتُ للرجل الذي يجلس في المقعد الذي أمامي وأنا أري
ظهره فقط لكن لم أجد عليه أي علامة علي أنه يتكلم معي
فقلت لم لا أحاول الحديث معه فلن يضرني شئ.
“نعم أتقصدني…”هذا ما قلت…. أو هذا ما اعتقدت أني
قلته،فأنا لم أسمع صوتي ولم أُحس شفتاي تتحرك،كأني
في فضاءِ من فراغ.
“أأنا احلم أم ماذا؟!…”قلت في نفسي،وحتي وإن كان قد
تحدث إلي…كيف؟!…كيف رآني وانا جالس خلفه أحدق الي
ظهره…. كيف..!!
“أنا أمامك….أأنت مجنون!”
فصرخت بأعلي صوتي “من يتحدث؟… من؟”
علي الرغم من صراخي إلا أنه لم يستمع إلي أحد وظلوا
علي حالتهم العادية ،ظللت متعجباً أنظر حولي فأغلقت
عيني قليلاً ثم فتحتها،
فوجدت الجميع ينظرون إلي بنظرة سخط
شديدة،فإرتجفت من الخوف وأغلقت
عيني لعشرة ثوان كما إعتدت أن أفعل عندما أُحرج
بشدة،لعلهم يسامحوني علي ما أخطأت إن كنت قد
أخطأت فعلاً،ولكن أحسست بهدوء شديد كأن الزمن قد
توقف،فتحت عيني مرة أخري ببطء لكن لم أجد أحداً
ينظر إلي كأن لم يكن.
“هههههههههه……هههههههههههه…..” وجدت الرجل الذي
يجلس في المقعد الذي أمامي يضحك بشدة وينظر الي
ملتفتاً وهو بدا رجلاً عاديا عائداً من عمله بملابس موظف
عادية.
وقال”ماذا تفعل….. أأنت مجنون”
“قلت له ماذا فعلت حتى تضحك؟!…..”
“كنت تصرخ من دون سبب كالمجنون لعشرة
دقائق…..من أنت!……من يتحدث!…هذا ما قلته بأعلي
صوتك كالمجنون”
علي الرغم من السخرية التي لحقت بي إلا أني كنت سعيداً
بهذا الحوار،فهذا الحوار الذي دار بيني و بينه أخيراً بدا
عادياً مسموعاً.
فتنفست الصعداء وأغلقت عيني وأُذني قليلاً،ثم
فتحت عيني،ونظرت حولي فوجدت رجلاً مهيباً ضخم
البنيه ينظر إلى عن قرب وقال:
“أخيرا إنتبهت الي أيها الأبله…..”
قلت له دون انتباه الي مكاني… “آسف يا سيدي.. لم أقصد
تجاهلك….. كل ما في الأمر أني متعب قليلاً”
وقتها أحسست أن هناك عينا شخص ما تراقبني من
الخلف منذ فترة،”من يكون هذا الشخص؟…..”قلت في
نفسي.
-…..صوت صافرة القطار وعجلاته…..
“ماذا أأنا في قطار؟..أقسم أني كنت في باصِ أتحدث الي
موظف عادي منذ قليل…..ما هذا الجنون!!!”
“ماذا؟…. أليس جسدي صغيراً قليلاً؟……ماذا يحدث لي؟..
ماذا يحدث بحق الجحيم….؟”
صفعت نفسي بقوه لأستيقظ إن كنت في حلم.
“أتريد أن تريني كم أنت قوي؟!…… إذا فلتنظر إلي….”قال
الرجل.
“لا لا….. سيدي كنت أنام سهواً فصفعت وجهي
لأستيقظ فقط…”
“حقا…..حقا….”قالها هو ينظر إلي مبتسماً ثم قال
“لا عليك فالتنظر الي فقط…”
فأخرج ذراعه من نافذة القطار وكانت تُطل علي جبل
سنمر به،قلت في نفسي”ماذا يفعل؟….أهو مجنون؟!!”
كان هناك قطار آخر سيمر بجوار قطارنا في أي لحظه وكنا
نسمع صافرته.
فقلت له “سيدي ….ذراعك….. ذراعك”لكن بدأت ذراعه
تلمع شيئا فشيئا حتي صدر منها شعاع أسود حالك السواد.
“القطار قادم….ماذا
تفعل؟!!…..ستموت!….ستموت!….!!”صرخت بأعلى صوتي
وانا أسحب ذراعه بأقصى قوه لدي لكنها لم تتزحزح.
القطار يقترب ويقترب ولا أعرف ماذا أفعل وأنا أتوسل
له”أرجوك… أرجوك …..”
“ااااااااااه!!!!!!……”صرخت لحظة الاصطدام وأنا مغلق
عيناي،وعندما فتحتها وجدت ذراعه ما زالت ممدودة
خارج النافذة،وكنت متأكداً أني سمعت صوت اصطدام،
فنظرت الي القطار الآخر فوجدت مكان الاصطدام محفورا
بدل أن تتمزق ذراعه.
“ههههههه يا لك من طفلٍ باكٍ!……ما رأيك في
قوتي؟!……”قال ذلك ضاحكاً ساخراً.
“القطار الآخر قد حُفر بذراعك،هذا مذهل حقاً……”قلت له
ذلك وعيني تملأها الدموع.
“هههههههه……لازلت أبلها ً كما العادة….. أُنظر الي الجبل
أيها الأحمق”
فنظرت الي الجبل،فإنفتحت عيناي علي
مصرعيها! ….وسال لعابي!…وإرتجف جسدي!…أتدرون
ماذارأيت؟….لقد حُفر الجبل حفرة دائرية في منتصفه مثل
العملة المثقوبه تماماً.
نزلت من العرية أو القطار،في الواقع أنا لا أذكر بتاتاً وكنت
أقول في نفسي…” يا له من يوم مجنون!!”
رأيت شخصاً يقف أسفل عمود إنارة في نهاية الطريق الذي
كنت أنا في أوله وكانت الشمس قد غربت وكان بعيداً فلم
أرى وجهه جيداً،
وكانت الطريق خاوية بشكل غريب،وفجأة ظهر ذلك
الشخص أمامي في غضون ثانية والتي إتضح انها فتاة.
” أنت هو! ….نعم إنه أنت!……أنت الشخص الذي سيغير
مصير هذا العالم….!!!”
هذا أول ما سمعته منها.
يتبع…………………….
الفصل الأول:المجهول!…… انتهي.
تأليف: فارڤارو👌